نتائج انتخابات المجلس الشرعي: انتعاشة لتيار المستقبل!

توّج المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان، اليوم الأحد، نتائج الانتخابات، مثلما كانت متوقعة نسبيًا، في بيروت والمحافظات الأخرى.

عمليًا، أظهرت النتائج فوز تحالف القوى السياسية السنية، وعلى رأسها تيار المستقبل، بمعظم المقاعد التي دعم مرشحيها، والتي يبلغ عددها 24 مقعدًا منتخبًا، إضافة إلى ثمانية مقاعد يسمي المفتي أعضاءها. 

وإذا كانت هذه الانتخابات أسندت حجرة في زاوية ما يصفه كثيرون بالفراغ السياسي السني في لبنان، إلا أن هذا المجلس تبدو عضويته مسألة فخرية لأصحابها. مع ذلك، فإن أنظار المجتمع السني، وخصوصًا بعد المنافسة التي شهدتها بعض المناطق، تتجه إلى كيفية إدارة المجلس الجديد لأدواره ومهامه.  

وبعدما فتحت صناديق الاقتراع صباح الأحد، صادق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على نتائج انتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، بعد ظهر الأحد. وجاءت النتائج كالآتي:  

عن محافظة بيروت، فاز ثمانية عن المقاعد المخصصة لها، وهم: محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، وسيم المغربل، زياد الصاحب، عبد الحميد التقي، مازن شربجي، القاضي المدني طلال بيضون، عبد الله شاهين وفؤاد زراد. ويذكر أن معظم هؤلاء كانوا في اللائحة المدعومة من تيار المستقبل، ومعه النائب فؤاد مخزومي والجماعة الإسلامية، إضافة إلى اتحاد الجمعيات والعائلات البيروتية.  

عن طرابلس وضواحيها، فاز كل من: فايز مصطفى سيف، بلال بركة، أحمد عبد الأمين، مظهر الحموي، أسامة طراد، منذر حمزة ووائل زمرلي. كما أن معظم هؤلاء كانوا في لائحة "الثقة والإنماء" المدعومة من تيار المستقبل والنواب فيصل كرامي وأحمد الخير وجهاد الصمد وكتلة الاعتدال الوطني. لكن مقابل خرق المرشحين المستقلين الحموي وزمرلي لائحة هذا التحالف. وقد شارك في انتخابات طرابلس 125 ناخباً من أصل 134.  كما فاز عن مقعد محافظة عكار، المرشح كفاح الكسار، بنتيجة 81 صوتًا.  

عن محافظة جبل لبنان، فاز كل من رئيف عبد الله وحمزة شرف الدين. وبلغ عدد المقترعين فيها 107 مقترعا من أصل 122. 
عن محافظة البقاع، فاز كل من محمد العجمي ويونس عبد الرزاق، حيث اقترع 99 ناخباً من أصل 111. 
عن قضاء صيدا، فاز بالتزكية كل من عبد الحليم الزين وفايز بعاصيري المدعومين من تيار المستقبل، وموفق الرواس المدعوم من الجماعة الإسلامية.  

وعن قضائي حاصبيا ومرجعيون فاز بالتزكية، نزيه حمد. 

تصريحات ومواقف 
وقبل ظهر اليوم، وبعدما أدلى بصوته في دار الفتوى في بيروت، قال المفتي دريان: "إن هذه الانتخابات التي جرت في كل المحافظات اللبنانية إنما هي تأكيد أننا كنا وسنبقى ملتزمين بالأنظمة والقوانين حرصا منا على النهوض بمؤسساتنا، التي هي جزء لا يتجزأ من النظام العام للدولة اللبنانية". 

ومن بين رؤساء الحكومة السابقين، حضر تمام سلام إلى دار الفتوى، للإدلاء بصوته، وقال: "ندعو بالتوفيق للجميع، كلهم إخوة، كلهم أحبة، والتنافس في هذا المجال أمر مطلوب ومشروع، ويغني هذا الاستحقاق، وهو إلى جانب استحقاقات أخرى ضمانة لنا في إدارة مؤسساتنا ومواكبتها وفي مقدمتها دار الافتاء، وما يعود بالخير على الطائفة السنية خاصة، وعلى المسلمين عامة في لبنان".  

وبعد الإدلاء بصوته، قال النائب فؤاد مخزومي: "اليوم يوم مهم جدا.. ويفترض بنا جميعا أن يكون هدفنا هو دعم دار الفتوى، ودار الفتوى، يعني سماحة المفتي، وإدارة الدار، لأننا إذا كنا جميعا بكفاءاتنا وقدراتنا نستطيع مساعدة الدار ومساعدة أهلنا. أنا أتمنى على الجميع أن يحاولوا الوصول إلى مرحلة البحث عن الطاقات في الطائفة لتطويرها، نحن بحاجة إلى تطوير الأوقاف الإسلامية، ونحن بحاجة إلى دعم مؤسساتنا الاجتماعية، ودعم أهلنا إن في مجال الصحة أو التعليم وخلافه. وأتمنى أن تكون هذه فرصة لتتشابك أيدينا ونسير قدما لأنَّ الأهالي لم يعودوا قادرين على الانتظار.." 

ومن طرابلس بعد إدلاء صوته، قال وزير الداخلية بسام مولوي: "المجلس الاسلامي الاعلى لديه دور كبير بحماية الاملاك الوقفية وحقوق المواطنين والتمسك بالأمور الوطنية التي تؤدي إلى وحدة لبنان بلجانه الشرعية والقضائية".   

في حين، قال النائب أشرف ريفي: "صوتنا هو لمن نراه الافضل ولمن يستطيع تمثيل طرابلس وكل المناطق المحيطة بها، المنية والضنية والكورة، لذلك لم نقبل ان يفرض على هيئة ناخبة نوعية اسماء ولوائح معلبة ومحاصصة، لذلك طالبنا بترك الامور للهيئة الناخبة النوعية المتعلمة فهي جديرة باختيار الأفضل". 

وواقع الحال، تمحور ثقل الانتخابات للمجلس الشرعي في بيروت وطرابلس (مع ضواحيها)، حيث العدد الأكبر للمقاعد العضوية، وحيث تمركزت المعركة التي تخوضها القوى السنية السياسية.   

ويُذكر أن نطاق عمل المجلس الشرعي واسع جدًا، يبدأ بالأوقاف والمحكمة الشرعية ومختلف الشؤون الدينية، إضافة إلى مهمته في حمل مشاريع المناطق في هذا الإطار إلى دار الافتاء في بيروت.