المصدر: Kataeb.org
الكاتب: Kataeb.org
الأحد 24 آذار 2019 18:30:05
كرّمت ندوة الفنانين في حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل بحضور السيدة جويس الجميّل ورئيس الحزب النائب سامي الجميّل وعقيلته السيدة كارين، والامين العام للحزب الرفيق نزار نجاريان، وحشد من اعضاء المكتب السياسي ورؤساء الاقاليم والمصالح الحزبية والفعاليات البلدية والاختيارية والفنانين.
البداية مع كلمة ترحيبية للرفيقة بسكال طرزي التي قالت: "سبعةٌ وسبعونَ صوتًا من أصلِ ثمانين، وإجماعٌ على الشخص والبرنامج، أتوا بأمين الجميّل رئيسًا ثامنًا للجمهورية اللبنانية".
فاستلم الأمانةَ من عهد فخامة الرئيس الياس سركيس.. والقضيةَ من عهد فخامة الرئيس الشهيد بشير الجميّل.
ابن العائلةِ العريقةِ التي حمّلها الاميرُ فخرالدين لقبَ المشيخة، والساكنةِ بيتا عتيقا شُيّد من صخرٍ سنة ١٥٤٠ بأبوابٍ مفتوحةٍ حسب تقليدٍ عريقٍ في الأسرة، ابنُ العائلة هذا لم يكن رئيسًا كسائر الرؤساء. ولم يكن قصرُه كسائر القصورِ الرئاسية. بل شبهُ قصرٍ مُهدمٍ مخلعُ الأبوابِ والنوافذ، تكسو أروقتَهُ الانقاضُ والحفرُ، يلونه غبارُ القصفِ والحدادِ وتُسيّجه دباباتُ احتلاليَن.
يومَها في ظل الصراع السوفياتي-الاميركي، الاسرائيلي-السوري والصراع بين اليمين واليسار، متوجين بصراعات داخلية معقدة، استلم الرئيس مسؤوليتَه معلنًا مغامرةَ الانقاذ. فبعد أن عرفته الجبهاتُ بطلا شرسًا، ومنابرُ ساحةِ النجمة أصغرَ النوابِ سنًا، عرفته الرئاسةُ عنيدًا قَبِلَ ان يكون فدائيًا ليترأسَ الدولةَ اللبنانية في تلك الظروف.
أسلوب أعدائه يُلخّص بانتفاضاتٍ ومحاولاتِ اغتيال لاسيّما سنة ٧٥ و٧٩ ومحاولةٍ اخرى سنة ٨٤ احبطت قبل اقلاع طائرتِه في زيارة رسمية الى اليمن.
أما أسلوب الرئيس فكان القاءَ محاضرات في اكبر جامعات العالم، حيث عرف برجل الثقافة والحوار الذي لا يرفع سبابتَه ولا صوتَه. اسلوبُه بالردّ أيضا كان بإنشاء "حاليات" اولِ مجلةٍ فصلية، وجريدةِ Reveil الناطقةِ باللغة الفرنسية، وتأسيس جوهرةِ الشرق عنيت بها "بيتَ المستقبل" الاكاديمية في خدمة الثقافة والموضوعية وحل النزاعات واحلال الحوار والسلام في العالم.
أسلوبه باختصار: "أعطونا السلام وخذوا منّا ما يُدهش العالم". الشعارُ الذي أطلقه في مجلس الامم المتحدة وتردّدت أصداؤه في العالم.
بعد انتهاء عهدِه كافأه المقرّبون بالنفي. فكانت سويسرا، ثم فرنسا سجنا بلا جدران... وأصبحنا نحن كنهرٍ ضيّع المجرى، تائهين بين ماضٍ لا يمضي ومستقبلٍ لا يُقبل، وعصفت بالوطن حفلةُ جنونٍ هوجاءَ.
على كل حال سيشهد التاريخ للرئيس أمين الجميّل أنه حافظ على الجمهورية وأنه رفض عرضَ ممثلِ حكومة واشنطن لتدبير خروجه من لبنان، وأنه لم يتخلَّ عن مسؤولياته.
هكذا كان عهدُه عهدَ احترامِ الدستور، وايامُه ايامًا لم تكن فيها السياسةُ ألوانا وقلةَ تهذيبٍ وتطاولًا وانحطاطًا، بل مواقفُ ورجولةٌ ورجالاتٌ وشخصيات.
يشعر محبّو الرئيس الجميّل اليومَ ان الرجلَ لم ينل حقَّه، فلا الحياة السياسية أنصفته ولا الحياةُ بشكل عام. بينما يترك هو للايام كشفَ الحقائق التي شوّهت وحُرّفت.
اما الحقيقةُ التي اتينا بها اليك نحن اليوم فخامة الرئيس، فهي محبتُنا لك المقرونةُ بالاحترام والتقدير والافتخار بك وعرفانِ الجميل على كل ما قمت به دائما من اجل لبنانَ، وما طالبت به ايضًا من اجل لبنان دون ان تطالب بشيء لنفسك.
لذلك أحبّت ندوة الفنانين في حزب الكتائب أن تعبر لك فخامةَ الرئيس عن مشاعرِ العزّ و"المعزّة"، وأن تتقدّم من فخامتكم بدرع تقدير في مناسبة انطلاقتها وعشائها السنوي الاول.
ومن ثم انطلقت مراسم التكريم، حيث تسلم الرئيس الجميّل درعًا تقديريًا.
الرفيق ميشال أبو سليمان شكر الرئيس الجميّل على حضوره الحفل الاول للندوة.
ومن ثم أكد الرئيس الجميّل أنه أنصف في مساره السياسي من خلال الاستقبال هذه الليلة ومن خلال محبة الرفاق، خصوصا أنه يقدر عاليًا جدًا أهل الفن والثقافة .
وقال: "عندما يفقد لبنان هذه الرجالات يكون قد فقد علّة وجوده، لان الفنانين هم صورة لبنان ونبضه، وهم المرآة الحقيقية للانسان اللبناني، لأن الفنان يعبر خير تعبير عن معاناة الناس. وهذا الامر يجعلنا نتمسك أكثر بندوة الفنانين في حزب الكتائب."
الرئيس الجميّل أبدى تخوفًا على المستقبل بسبب قضيتين الاولى النازحين السوريين والثانية الفساد وقال في هذا الاطار: "ان جمعيات في الخارج تجمع المال على حساب النازحين وبات النازحون ينافسون اللبناني في اقتصاده ولقمة عيشه اليومية، وكأن هناك سياسة لتوطين النازحين في لبنان ويبدو أننا أمام مشكلة تشبه الى حد بعيد مسألة التوطين الفلسطيني تحت ستار الأمور الانسانية، والدولة للأسف غائبة، ونحن نتسلى بالقشور فيما الشعب اللبناني أمام مؤامرة كبرى."
كما تطرق الى موضوع مكافحة الفساد التي وصفها بالدونكيشوتية خصوصًا انها انتقائية وتستعمل لمكافحة الاخصام السياسيين وكثر يدركون ذلك.
وختم الرئيس الجميّل كلمته باقتراح ان يكون الاول من نيسان عيد مكافحة الفساد.
وفي الختام قدّم الفنان غسان صليبا عددًا من الاغنيات الوطنية.