نديم الجميّل: للتأسيس على الاحتضان الدولي والعربي لبناء لبنان المزدهر وعلى الثنائي الاعتراف بأنّ المرحلة تغيّرت

اعتبر عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميل أنّ زيارة الرئيس جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية مهمة وتأتي ترجمة لنهج جديد وهو إعادة الانفتاح على العالم العربي والحضن العربي والبيئة الحاضنة الطبيعية للبنان.

وأضاف في حديث خاص لـ "هنا لبنان": "في العام 2016 عندما تمّ انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية تمّ اختيار اتجاه محور إيران والممانعة وسوريا، مشيرًا إلى أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية أخرج لبنان الرسمي من هذا المحور الذي سبّب لنا الحروب والدمار والانهيار الاقتصادي".

وذكّر بأن محور الممانعة تسبّب بالكثير من الخراب ومن الأمور التي لا تمتّ بصلة للازدهار الذي اعتاد لبنان عليه.

ولفت إلى أن الحضن الدولي أوّلًا وثانيًا العربي يجب أن نؤسِّس عليه لبناء لبنان المستقبل ولبنان الازدهار الذي نحلم به.

وفي موقفه من انتخاب ميشال عون، أوضح أنه كان من المعارضين لانتخاب ميشال عون ليس لشخصه بل بسبب تحالفه مع محور الشر لأن مَنْ يتحالف مع هذا المحور سيأتي بالشر على لبنان.

وعن الموقف الإيراني القائل بأن حزب الله سيتابع عمله المقاوم لأن الشعب اللبناني بأغلبيته داعم للمقاومة، قال الجميّل: "حيثية هذا الكلام تختلف عمّا كانت عليه منذ سنة ونصف السنة"، مضيفًا: "يمكنهم أن يقولوا السلاح باقٍ والمقاومة باقية ويريدون تحرير  القدس وإزالة إسرائيل من الوجود لكن الواقع على الأرض مختلف وكل العالم العربي يعرف ذلك."

وتابع: "الواقع الإيراني اختلف واليوم لا يستطيعون أن يهبطوا بطائرة في لبنان ووضعهم السياسي والمادي والمعنوي مزرٍ لدرجة، ومن المفيد اليوم أن يعيَ الثنائي الشيعي وخاصة حزب الله أنّ المرحلة تغيّرت".

وأضاف: "برأيي ما من مواطِن شيعي على استعداد اليوم لبناء منزله كي يتهدّم بعد 5 أو 10 سنوات".

وأوضح أنّ الكلّ يعلم أنّ أيّ أموال لإعادة الإعمار تعني تسليم سلاح حزب الله وعدم جرّ لبنان إلى حروب أخرى، فقد عمّرت قطر ومصر والسعودية فلماذا يعيدون الإعمار لنعود إلى الحروب والمواجهات؟

وأكد أن الوقت لبناء لبنان مستقر يتطلّع بالعالم ويقول إننا نصدّر ثقافة وعلمًا لكن لا نصدّر حروبًا ونشكّل مصدر قلق للعالم العربي.

واعتبر أن مشكلة حزب الله سببها السلاح وفرض أجندة بواسطة هذا السلاح فقد غيّر معادلات بالاستفزاز الأمني والعسكري على الأرض وهذا ما حصل في 7 أيار ومع القمصان السود وغيرها.

وعن التخوف من عودة الاغتيالات قال: "ما يحصل في البلد غير سلس، فالحزب بحاجة لإعادة فرض هيبته وإن لم يكن قادرًا على فرضها ضمن إطار الحكومة فقد يضطر لفرضها بالوضع الأمني."

واعتبر الجميّل أنّ هذه الحكومة يجب أن تلعب دورًا أساسيًّا في تطهير المنظومة الأمنية والقضائية التي ركّبها النظام السوري وحزب الله في لبنان، وشددّ على أننا لا نريد تصدير حروب للعالم ولا نريد أن نكون مصدر قلق للعالم العربي.
وفي موضوع بلدية بيروت والانتخابات المقبلة قال: "إن المناصفة الموجودة في بلدية بيروت لم ينصّ عليها لا بقانون ولا في عرف وإنّما بالقوة الناخبة التي فرضها الشهيد رفيق الحريري ونحن مصرّون على الحفاظ عليها بتحالفات انتخابية أو من خلال لوائح."

وأوضح أن "هناك خطرًا على هذه المناصفة وقد ينكسر هذا التوازن وهذا يعني الدخول إلى مرحلة جديدة ومطالب جديدة نحن بغنى عنها اليوم".

وتابع: "هناك تواصل مع الرئيس سعد الحريري الذي لديه القدرة على الحفاظ على هذه المناصفة وهو لديه النيّة لذلك أيضًا."

ولفت إلى أنّ "مشكلة بلدية بيروت هي الفساد الموجود والمتمثل بمجموعة من الأشخاص، والمواطن إن كان مسيحيًا أو مسلمًا لا ثقة له بهذه البلدية".

وبالنّسبة للتحالفات مع التيار الوطني الحر، قال: "لا مانع من التحالف بين الكتائب والتيار الوطني الحر في الشقّ الإنمائي"، مضيفًا: "برأيي إنّ المناخ يوحي بتحالفات مع التركيبة الحالية للعهد أكثر من التركيبة السياسية السابقة".

وفي ما يخص الأوضاع الإقليمية، أشار إلى أن "ما يحصل اليوم في سوريا هو تغيير شامل ولكن ولأوّل مرة لدي انطباع بأنّ الكيان اللبناني محصّن لدرجة لعدم الدمج بين الكيانيْن اللبناني والسوري."

وأكّد أنّه "لا يوجد في لبنان اليوم ولا حتى عند الطائفة السنّية أيّ انطباع لدمج الكِيانين اللبناني والسوري بل على العكس هناك اتجاه نحو تكريس الكيان اللبناني المستقل وسيادة لبنان."

وتحدث الجميّل عن أهمية الحفاظ على مبادئ الشهيد بشير الجميّل، وقال: "أقول للشيخ بشير الجميّل كنتَ على حق."

وأضاف: "اليوم وبعد 40 سنة من الصراع والدمار والحروب وتضييع الوقت لو طبّق مشروع بشير الجميّل منذ العام 1982 ولو بقينا أوفياء لهذا المشروع لكنّا وفّرنا على أنفسنا 40 سنة من الخراب والحروب والمراحل الصعبة التي مررنا بها".

وختم حديثه: "أقول لبشير إنّ التشبّث بمبادئه والالتزام بأفكاره هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه وكان على حق لأن المعيار الأساسي عنده كان المعيار اللبناني فقط وهذا ما يزيدنا قناعة بعدم التغيير والاستمرار بهذا النهج على أمل أن يتحقّق مشروعه وهو بناء دولة قوية والسلام وتحقيق التطور والوحدة الوطنية".