نصرالله مهدّدًا بالحرب... هل سنصل إليها فعلاً؟

لم تكن إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الاخيرة كسابقاتها، فهي حملت في كلماتها معاني ودلالات وفي صوته نبرة عالية وعنيفة.

صحيح أننا اعتدنا على إطلالات نصرالله التي دائمًا ما تحمل مفاجآت "سلبية" إذ تهدّد السلم العام والأمن القومي وعناوين السيادة والاستقلالية والحياد، إلّا أنّ الإطلالة الأخيرة كانت واضحة كل الوضوح بأنها إما تعلن الحرب أو تخبّئ نية مبيّتة لإضرامها أو التخطيط لها.

فيوم الأربعاء الفائت، حذّر نصرالله من أنّ أحدًا لن يتمكن من العمل في حقول النفط والغاز البحرية، إذا مُنع لبنان من "حقوقه" في الاستخراج من مناطق قبالة سواحله، قائلاً: "نقول إن لم تعطونا حقوقنا ولم تسمحوا للشركات بالعمل، فنحن ذاهبون لقلب الطاولة في المنطقة، وإذا كان الهدف منع لبنان من استخراج النفط والغاز، فلن يستطيع أحد أن يستخرج الغاز والنفط ولا أن يبيعه، وأيًا تكن العواقب"، معتبرًا أن "الحرب أشرف بكثير من استمرار الانهيار الاقتصادي".  فهل يشن نصرالله الحرب فعلا ؟ وعلى من؟

منسى: كلام نصرالله يصرف في إيران وهو غير محلي

يؤكد الكاتب والصحافي الأستاذ سام منسى أن كلام نصرالله لم يحمل أي جديد، فهو سبق وهدّد بقصف حيفا في العام 2006 وبقيت تهديداته حبرًا على ورق، إلا أنه يشير إلى أن هذا الكلام يمكن أن يصرف ضمن لبنان من ناحية الأزمة القائمة بعودة شد العصب والطائفية من جديد، فالأمين العام للحزب يعتبر أن ملف ترسيم الحدود هو مشروع استعادة سيادة لبنان وثرواته ومصالحه وهو ما لن تتخلى عنه المقاومة.

ويلفت منسى إلى أن توقيت الخطاب جاء بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط للبحث  بمشروع عربي متكامل موجه ضد إيران، وطبعًا لبنان ليس منه. ومن هنا، يمكن القول، ودائمًا بحسب منسى، إن كلام نصرالله "يصرف في إيران وهو ليس محليا فهو جزء من ردة فعل إيرانية في المنطقة وليس مستبعداً أن تصدر ردات فعل أخرى في العراق أو غزة أو بيت لحم لا سيما بعد زيارة بايدن اليوم إليها".

وعلى الرغم من المسيّرات التي أطلقها حزب الله باتجاه حقل كاريش مؤخرًا، إلّا أنّ منسى استبعد أن يتم قصف أي منصات أو إعلان أي حرب نفطية، موضحًا أنه في حال حصل ذلك فحينها نصبح بمشكلة أكبر من أن تترجمها لا إيران ولا حزب الله، فملف الترسيم هو ملف مرتبط بدول المتوسط وحزب الله يريد أن يؤكد أو أن يوجه رسالة أنه "في حال لم نستخرج النفط فلن نسمح لأي دولة من دول الجوار أن تستفيد، وبالتالي فإن كلامه موجّه لا للبنان أنما لمصر وسوريا وقبرص وتركيا، وأسرائيل بطبيعة الأحوال.

ويشدّد منسى على أن خطاب نصرالله هو فقط للتذكير بأنه هو صاحب القرار الأساسي هو من يبيع ويشتري، وهذا ليس فقط في ملف ترسيم الحدود إنما أيضّا في سائر الملفات، وهو يترجم عملياً اليوم بأنه هو من يقرّر هوية رئيس الحكومة واسم رئيس الجمهورية، لافتًا إلى أن القوى جميعها تعلم ألّا حكومة في الأفق وتعمل على هذا الأساس.

باختصار، يستمر حزب الله بحمل بوق العداء لجميع الدول ولا سيما المرتبطة بالمحور الغربي مدافعًا عن مصالحه الخاصة حتى لو كلفه ذلك شن الحرب وتدمير ما تبقى من الوطن.