نصرالله يدافع عن العهد: ما فيكن تسقطوا.. ونزولنا الى الشارع مش متل حيلا نزلة

على الرغم من احتقان الشعب وغضبه من حكم العهد ومن صمته الاعلامي حتى الساعة، دافع الامين العام لحزب الله السيد حسن على العهد  مشدداً ان المطلوب اليوم ليس حكومة جديدة انما منهجية جديدة.

نصرالله ارسل كلمة واضحة للقوى السياسية التي تريد الآن في هذا التوقيت السيء والحساس ان تقود معركة اسقاط العهد قائلاً:  " عم تضيعوا وقتكن ووقت البلد والعهد ما فيكن تسقطوا"، لذلك لنعد الى عقولنا ولنتصرف بمسؤولية لامرارهذه المرحلة الصعبة".

واعتبر ان ما حصل خلال هذين اليومين "يجب ان يضع البلد امام منهجية جديدة ونحن عاقدون العزم وبجد مع كل من يعمل لمصلحة بلدنا ولن نسمح باغراق وباحراق هذا البلد".

واضاف: "اذا كان المسؤولون يملكون الشجاعة والعزم، هناك آفاق واسعة لاخراج البلد من ما هو فيه، ولا يجب ان نيأس، فاليأس خلق لعادمي الارادة واما انتم ونحن، فسبق ووقفنا في وجه العواصف ولا يمكن ان نسمح لليأس ان يتسلل الى عقولنا وقلوبنا".

وفي ظل التحركات الشعبية دعا نصرالله المسؤولين الى التضامن والتعاون، مشدداً على عدم التنصل من المسؤولية. وقال في هذا الصدد: "عندما نتحدث بمسؤولية، على الجميع في لبنان من هم في السلطة وخارج السلطة ان يتحملوا المسؤولية امام الوضع الكبير والخطير الذي يواجه البلد، إذ من السهل التنصل من المسؤولية  او الوقوف على التل وبعض القيادات السياسية في لبنان تتخلى عن المسؤولية وتنسحب وتتنصل عن اي مسؤولية من الماضي والحاضر وتلقي التبعات على الآخرين وهذا السلوك يعبّر عن انعدام الروح الوطنية والاخلاقية والانسانية في التعاطي مع شؤون الناس".

واوضح ان "الوضع المالي والاقتصادي ليس وليد الساعة ولا وليد السنة ولا وليد العهد الجديد ولا الحكومة انما هو نتيجة تراكم عبر سنوات طويلة، ومن المعيب ان يتنصل احد من مسؤوليته في ظل الاوضاع السائدة التي وصلنا اليها في لبنان ولا سيما من شاركوا في الحكومات السابقة وعلى مدى عشرات السنوات".

واردف قائلاً: "اول امر يجب ان نذكره هو ان يتحمل الجميع المسؤولية، حتى نحن، وانا اقول لكم ذلك بكل صدق".

كذلك، اعتبر انه "على الجميع ان يشاركوا ايضاً في المعالجة، فالكل يجب ان يتحمل مسؤولية المعالجة وعدم الانشغال الآن في هذا التوقيت بتصفية الحسابات السياسية مع بعض وبالتالي ترك مصير البلد الى المجهول وبالتالي الى مجهول امني وسياسي.... وباللحظة الحالية ندعو الى التعاون والتضامن بين مكونات الحكومة وعدم الهروب من تحمل المسؤولية ومن يهرب امام الوضع القائم يجب ان يحاكم خصوصاً هؤلاء الذين اوصلوا البلد الى هذا الوضع الصعب".

وتحدث نصرالله عن اخطار تواجه البلد، قائلاً: " هناك خطران: الاول يتحدث عنه الكثيرون وهو الانهيار المالي والاقتصادي اما الخطر الثاني فهو الانفجار الشعبي نتيجة الاصلاحات الخاطئة وهنا نتحدث عن الضرائب التي تطال الفئات الفقيرة فقد تم وضعنا امام خيارين: اما الانهيار المالي او الانفجار الشعبي وفي كلا الحالتين : "راح البلد".

وتابع: "هذه المقاربة خاطئة، ونحن نستطيع كلبنانيين بتصرفنا بمسؤولية ان نمنع حصول الانهيار المالي والاقتصادي دون الوصول الى انفجار شعبي ولكن هذا الامر يحتاج الى اصغاء وتضحية واخلاص وصدق".

واعتبر نصرالله ان "  ما حصل في هذين اليومين يعبر عن حقيقة ان معالجة الوضع المالي والاقتصادي بالضرائب والرسوم ستؤدي الى انفجار شعبي" لافتاً الى ان " الحكومة لم تقر حتى الآن اي ضرائب جديدة والامر لا يزال يناقش وينتظر الجلسات الاخيرة للتصويت عليه".

بين هذين الخطيرين، توجه نصرالله الى السلطة قائلاً:" اهم نتيجة يجب ان تؤخذ  من الحراك الشعبي هو الاقتناع ان الناس ليست قادرة على تحمل رسوم وضرائب جديدة ولا سيما اصحاب الدخل المحدود والطبقات الفقيرة، فبعض من في السلطة كان يتصوّر ان لا مشكلة بزيادة الضرائب، ورسالة هذين اليومين مهمة جداً ويجب ان يستوعبها كل المسؤولين، في كل مواقع المسؤولية، ان الشعب اللبناني لم يعد يطيق ويتحمل اي ضرائب جديدة".

واوضح نصرالله ان "هناك خيارات واسعة وأفق واسعة، والمشكلة بكل صراحة لا تكمن بالحكومة انما بالمنهجية، يعني ان اليوم اذا جاءت الحكومة وبدأت باتخاذ اجراءات حقيقية وبمعالجة الهدر والفساد ودمج مؤسسات ببعضها البعض وتوفير الكثير من النفقات، وبدأت تقوم باصلاحات يضحي فيها الجميع، فقد يتفهم الشعب الضرائب.... بينما  الآن من خلال الممارسات الرسمية المطلوب فقط ان يضحي الفقراء، اذهبوا الى خطة ليضحي فيها الجميع: الاغنياء والفقراء والبنوك والمصارف والمؤسسات".

واذ اكد الامين العام لحزب الله ان "البلد مش مفلس" بل يحتاج الى ان يدير مشكلته المالية والاقتصادية لكيفية الخروج منها، لفت الى ان "كل ما قيل ان حزب الله يخطط لتظاهرات ضد المصارف لا اساس له من الصحة".

عليه، توجه للناس قائلاً: اؤكد للشعب اللبناني، ليس صحيحاً انه لا يوجد امام الحكومة اللبنانية افكاراً غير الضرائب لمنع الانهيار، ولكن هناك اجراءات مالية اقتصادية قانونية وسياسية تحتاج الى جرأة وفي حال تعاونّا وكان لدينا الجرأة والشجاعة لانقاذ الوضع الاقتصادي في لبنان نستطيع ان ننقذ شعبنا واقتصادنا ونضعه على طريق التطور، ولكن يجب علينا ان نصغي لبعضنا قبل كل شيء".

وبعد ان اكد نصرالله انه هناك ازمة ثقة عميقة جداً بين الشعب اللبناني والدولة بكل مكوناتها وانه "اذا اتجهنا الى اجراءات صادقة وحقيقية، سندافع جميعاً عن هذه الاجراءات ولو كانت قاسية"،  اكد انه لا يؤيد استقالة الحكومة الحالية، لانه في حال استقالت، سيتطلب الامر الكثير من الوقت،في حين ان البلد وقته ضيق،  فضلاً عن ان من يتكلم عن اقرار حكومة جديدة، فهذه الحكومة الجديدة ستتمثل من هذه القوى السياسية نفسها، وبالنسبة لمن يتحدث عن حكومة تكنوقراط، فهذه الحكومة في حال اقرت لا تستطيع ان تصمد اسبوعين والقوى السايسية التي تطالب بها هي اول من سيعمل على اسقاطها".

وتابع نصرالله متوجهاً للمتظاهرين: "نحن جميعاً نحترم خياركم وليس فقط نتفهمه انما نقدر صرختكم ولا شك ان رسالتكم وصلت الى المسؤولين جميعأً بدليل انه خلال ساعات تم التراجع عن بدل الواتساب سواء اكان قراراً ام فكرة فالواتساب هو القشة التي قسمت ظهر البعيروهذه رسالة للجميع، لكل القوى السياسية، ويجب ان يتصرفوا انطلاقاً من استيعابهم لهذه الرسالة الشعبية القوية".

وانتقد نصرالله القوات والاشتراكي، قائلاً: "اهمية حركتكم الشعبية خلال هذين اليومين الماضيين انها كانت عفوية وصادقة ولا يقف اي حزب او تنظيم او سفارة اجنبية وراءكم... اليوم، يجب ان تنتبهوا الى حركتكم عندما تتبناها احزاب سياسية موجودة في السلطة، وبعضها موجود في السلطة من عشرات السياسيين، اي سيتحول مطلبكم من اجتماعي الى سياسي وبالتالي يصبح هناك استغلال وتصفية حسابات سياسية.... "

واردف قائلاً: "ما انجزتموه خلال يومين كان مهماً جداً ولتنجحوا يجب ان تفصلوا حركتكم  عن الاحزاب السياسية كما انصحكم بتجنب التكسير في الممتلكات العامة والخاصة، وايضاً تجنبوا الشتم والسباب... كما نوصي الاجهزة الامنية بالرحمة للمتظاهرين نوصي المتظاهرين بعدم الاعتداء على القوى الامنية فمن كان صاحب قضية يجب التصرف بمستوى صدقها وانسانيتها".

واضاف: "ان مصلحة حركتكم لتوصل رسالتها القوية ان تتحركوا بدون حزب الله وقوتها انها بمعزل عن الاحزاب السياسية".

وتحدث عن مكالب الناس بنزةل حزب الله الى الشارع، قائلاً: انا استمعت خلال يومين الى الاصوات والكل طالب ان ينزل حزب الله الى الشارع، يكفي ان اقول: لو باليوم الاول او الثاني، نزل حزب الله الى الشارع لكان الحراك في مكان آخر واصبح هناك صراع سياسي .... إذا الاغلبية بالحكومة صوتت، لدينا فرصة اسمها مجلس النواب، وبعدها يتحرك الشارع، فنحن اذا نزلنا الى الشارع لا يمكن ان نخرج منه قبل تحقيق الاهداف أي يمكن ان نبقى ليوم وشهر وسنة في الشارع.. حين تحتاج مواجهة فرض ضرائب جديدة الى ان ننزل الى الشارع سننزل الى الشارع".