نصرالله يلوّح بالفتنة ويكمل معركته ضد القضاء: هل يوجد قاضٍ يجرؤ على تنحية البيطار أو قبول الدعاوى ضده؟

اطل الامين العام لحزب الله مساء اليوم للحديث عن اخر التطورات السياسية والاجتماعية في البلاد والتي زاد  الطين بله عليها الازمة التي افتعلها في سبيل قبع قاضي التحقيق في ملف مرفأ بيروت طارق البيطار ،ورفضه ان يقدم الوزير جورج قرداحي استقالته على خلفية الفيديو الذي بث عبر الجزيرة ما تسبب بالازمة الدبلوماسية مع دول الخليج العربي ومن بينها السعودية، وادى الى تعليق جلسات الحكومة منذ ما يقارب شهر ونصف دون الوصول الى الحلول.

وبدأ نصرالله حديثه عن استقلال لبنان الذي نسبه الى العام 1948 ذكرى "نكبة فلسطين" بدل العام 1943 عازيا ذلك الى انه يخطىء بالارقام وقال حول المناسبة : "اتوجه بالتهنئة إلى الشعب اللبناني لمناسبة عيد الاستقلال"، مشيرا إلى "وجود وجهات نظر متعددة حول طبيعة الاستقلال العام 1943، وما يدور حوله من نقاش"، مؤكدا أن "لبنان دخل مرحلة استقلال ودولة مستقلة وله سيادة وحرية ولو على مستوى شكلي، وأنا لا أريد أن أتبنى وجهة نظر معينة"، مطالبا اللبنانيين بالحفاظ على استقلالهم وأن يحولوه إلى استقلال كامل بدل أن يقولوا أنه شكلي".

وأضاف: "ان الحفاظ على الوطن والدولة والسيادة هي معركة مستمرة ويجب الحفاظ على الوطن"، معلنا أن "أكبر عملية استقلال خاضها اللبنانيون كانت في مواجهة اجتياح اسرائيل للبنان العام 1982 ووصلت الى العاصمة بيروت والى القصر الرئاسي في بعبدا، وكاد أن يقضي على استقلال لبنان وحريته، وأن يكون دولة تابعة".

وأشار نصرالله الى ان مقاومة اللبنانيين للاحتلال الاسرائيلي وصولا الى الانسحاب الكامل العام 2000"، مؤكدا أن "هذا هو الاستقلال الفعلي للبنان".

واعتبر نصرالله ان "احتلال اجزاء من لبنان يعني ان سيادته منقوصة، ومثلها في عدم استغلال ثرواته،وعندما نشهد تدخلا اميركيا في الانتخابات النيابية المقبلة وفي القضاء وغيره فهذا يعني ان السيادة منقوصة ".

وتابع: "ما دام لبنان في دائرة التهديدات الاسرائيلية فهذا يعني اننا سنواصل الدفاع عن سيادتنا".

ثم تطرق الى "مسألة وضع حركات المقاومة في دائرة الارهاب في بعض الدول"، وقال: "ما يتعلق بنا في لبنان قد يكون له علاقة بالمنطقة وبالانتخابات النيابية المقبلة، وايضا في عملية التطبيع بين اسرائيل ودول عربية وغيرها".

وعن وملف كورونا دعا نصرالله "الدولة والناس والمقيمين في لبنان الى أخذ هذا الموضوع بجدية"، معلنا عن "إعادة تفعيل الخطة التي سبق واعتمدها الحزب في بداية تفشي كورونا، واعتماد أقصى فعالية لخدمة الناس".

وطالب نصرالله الناس بالالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.

كما توجه مباشرة الى وزير الصحة مؤكدا "وضع الامكانات بتصرفه، لأن المعركة مع كورونا معركة وطنية وشرعية واخلاقية"، وقال: "المسألة ليست ان ينجح وزير او يفشل، وعلينا جميعا التعاون بمعزل عن الخلافات السياسية"، داعيا الوزير الأبيض الى الاستفادة من تجربة الوزير السابق وهي كانت ناجحة".

كما دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى التراجع عن القرارات اتي اتخذتها الحكومة برفع الدعم عن الادوية، ولفت الى ان "رفع الدعم من دون خطة واضحة سيلحق الضرر بشرائح كبيرة من الناس". وكرر رفضه "رفع الدعم عن بعض الأدوية واعتماد اموال من قروض موجودة"، مطالبا"بقص موازنات او الغاء وزارات مقابل عدم رفع الدعم عن الدواء"، وكشف عن "تفعيل المراكز الصحية التابعة للحزب وهي ستكون في خدمة الناس".

وعن ارتفاع سعر الدولار قال: "لا يجوز تركه يرتفع بهذا الشكل"، مشيرا الى مخاطره الكبيرة على البلد، مطالبا "باتخاذ قرارات جريئة وشجاعة بمواجهة المتلاعبين الكبار بسعر الدولار".

اضاف: " الانفلات بسعره لا يجوز السكوت عنّه وهذا يتطلّب خطوات جريئة وشجاعة".

 وعن ملف تحقيقات المرفأ قال، امين عام حزب الله: "القرارات القضائية الاخيرة في قضية مرفأ بيروت تؤكد كل ما كنا نقوله عن الاستنسابية، وكل المعطيات تقول ان القضاة في قضية المرفأ هم في دائرة الاتهام والشبهة"،  مشيرا الى انها قيد المتابعة بشتى الوسائل الدستورية والقانونية".

اضاف: "ما جرى خلال اليومين الماضيين يؤكد كلامنا، والموضوع واضح وجازم، وكان يقال كيف تطالبون بتنحية قاض تقف الكرة الارضية الى جانبه>

وإذ سأل: هل يوجد قاضٍ لبناني يجرؤ اليوم على تنحية القاضي البيطار أو قبول الدعاوى ضده؟ اجاب: "هناك قاضٍ تقدّم في هذا الاتجاه لكنهم هددوه وحاربوه".

وشدد نصرالله على ان المسار القضائي الحالي في قضية المرفأ هو مسار استنسابي لن يوصل إلى الحقيقة.

وعن قضية الطيونة قال: " التحقيقات كانت تسير بشكل جيد لكن القضاء العسكري تعرض للضغوط السياسية، زاعما  ان أغلب المسؤولين عن كمين الطيونة موجودون ومحميون في معراب كي لا يتم توقيفهم".

 واشار الى ان ما تمارسه الجهات السياسية والدينية من ضغوط على القضاء قد يدفع بالأهالي للأخذ بالثأر.

وقال: "الاستمرار بالمسار الحالي في قضية كمين الطيونة خطر يمكن أن يدفع بالبلاد نحو الفتنة".

وحول المازوت الايراني، رأى أن "الشعب اللبناني هو الضحية في ملف المحروقات، لذلك كانت خطوتنا في استيراد المحروقات من ايران لتخفيف المعاناة"، كاشفا عن "الخطوات المستقبلية في هذا الشأن، والتي ستبدأ في الشهر المقبل".

وكشف نصرالله عن "المستفيدين في المرحلة الاولى من توزيع المازوت وهم: 80 مؤسسة اتصلت واخذت حاجياتها من المازوت، و340 بلدية اخذت حصتها، و176 مؤسسة و22 مستشفى حكومي، و71 افواج اطفاء وكلها حصلت هبة منا وعلى مدى شهرين وبقدراتنا وكان عملا شاقا".

وكشف ان قيمة "الهبات التي قدمناها في المرحلة الاولى بلغت  مليونين وستمائة الف دولار".

كما وكشف عن المؤسسات التي استفادت بسعر اقل من السوق وكانت افران ومستشفيات ومطاحن ومولدات كهرباء وبخاصة شركة كهرباء زحلة التي تضيء زحلة والقرى المجاورة لها".

وأوضح أن "كلفة الدعم الذي تحملناه في البيع الأقل من سعر السوق بلغ أكثر من  7 مليون  و750 ألف دولار"... كما وأوضح أن "المازوت في لبنان لا جمارك عليه ولا قيمة مضافة وبالتالي لم نستفد كما اتهمنا البعض". وكشف أن "في المرحلة الأولى استهلكنا ثلاث بواخر، وبذلك نكون انهينا المرحلة الأولى".