المصدر: نداء الوطن
الكاتب: مايز عبيد
الخميس 27 شباط 2025 06:41:33
تأمّل المزارع العكّاري خيراً هذه السنة، من عدم فيضان النهر الكبير الجنوبي، كما حصل في العام الماضي. ولم يكن يدري هذا المزارع، أن موجة صقيع ستأتي، تخبّئ له صفعة مدوّية، ستفعل ما فعله الفيضان وربما أكثر.
فقد أدّت موجتا الثلج والصقيع، اللتان ضربتا عكّار، وما تلاهما من موجة جليد، إلى خسائر فادحة في المزروعات، كما أدّتا إلى تلف العديد من المواسم الزراعية.
في سهل عكّار، قضى الجليد بالكامل على مواسم البطاطا، الكوسا، الفول، وغيرها الكثير من المزروعات والمواسم الشتوية، التي يعتمد عليها الأهالي في حياتهم وتأمين أرزاقهم. وسمح هدوء العاصفة "آدم" للمزارعين بتفقّد أراضيهم، ليتفاجأوا بحجم الخسائر التي بلغت مئات آلاف الدولارات.
"استجابت نداء الوطن" لصرخات المزارعين، وجالت على عدد من أراضي قرى سهل عكّار، واطّلعت من الأهالي على حجم الأضرار، بغية رفع صرختهم وشكواهم إلى المعنيين في الدولة. وكانت الإشارة من جميع المزارعين، إلى أنّ مواسمهم الأساسية، لا سيّما موسم البطاطا، الذي يشكّل رافعة السنة الزراعية، قد مُني بخسائر فادحة، وقضي عليه بالكامل. وإذا لم تصل تعويضات من الدولة فإن أحوال المزارعين إلى مزيد من التقهقر.
وقال المزارع أحمد اللهباوي - في الشيخ زناد بسهل عكّار، لـ "نداء الوطن": "شخصياً ، خسارتي تقدّر بأكثر من 20 ألف دولار، في موسمي البطاطا والفول، ناهيك بإخوتي وجيراني بمواسم الكوسا وغيرها، في الأراضي والبيوت البلاستيكية". أضاف: "الخسارة هذه السنة تأتي استمراراً للخسائر التي تعرّضنا لها كمزارعين في العام الماضي، بسبب الفيضانات المتتالية التي حصلت. من المؤسف أنه إلى الآن، لم تقم أي جهة رسميّة بالتعويض علينا، وهذا قمة الاستهتار بحقوق المزارعين من دولتهم".
ويناشد اللهباوي رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الزراعة، الكشف على أضرار مزارعي عكّار، والتعويض عليهم، والإفراج عن التعويضات السابقة التي لم يحصلوا عليها حتى الآن.
ومع أن موسم البطاطا لا يزال في أوّل زرعه، فإن انتظار الموسم لم يعد يجدي نفعاً. وبناءً عليه، سيلجأ عدد من المزارعين أو من يستطيعون منهم، إلى تجديد الأرض بموسم آخر، لأنه لا خيار أمامهم سوى ذلك. على أمل ألّا يتعرّض هذا الموسم المستحدث لأي أضرار، كما حصل مع البطاطا.