نيويورك تايمز: الارتياح الذي سبّبه احتواء العنف بين إسرائيل وحزب الله يتضاءل!

منذ فجر الأحد وتنفيذ "حزب الله" ردّه على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، والعملية الاستباقية التي قامت بها إسرائيل يومها، انشغل الرأي العام المحلي والعالمي، ووسائل الإعلام، في تحليل المعطيات والبناء عليها لمعرفة ما إذا كانت الأمور متّجهة نحو حرب شاملة، أم أنّ الصراع سيبقى عند حدوده وقواعد الاشتباك التي أُرسيت في الفترة الأخيرة.
 
في هذا السياق، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً بعنوان "إسرائيل تتجنّب حرباً شاملة مع "حزب الله"، لكنّ صراعاتها الإقليمية الطاحنة مستمرّة"، كتبه باتريك كينغسلي، رأى فيه أنّ "الارتياح الذي سبّبه احتواء العنف بين إسرائيل و"حزب الله" يتضاءل، بسبب الافتقار إلى التقدّم في إنهاء القتال في غزة".
 
وكتب: "بعد أسابيع من التشاؤم، تمّ تجنّب حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله"، على الأقلّ في الوقت الراهن، حيث عاد الجانبان يوم الإثنين إلى مواجهات أكثر احتواءً على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية. على الرغم من التأجيل الواضح لحرب إقليمية أكبر، لا تلوح في الأفق نهاية الصراعات الطاحنة بين إسرائيل وكلّ من "حزب الله" في لبنان و"حماس" في غزة".
 
يقول الكاتب إنّ "مسارات الحربين تعتمد إلى حدّ كبير على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويحيى السنوار من "حماس"، وكلاهما يخشى على بقائه السياسي إذا وافق على وقف إطلاق النار في غزة، بشروط يعتبرها هو أو أنصاره غير مُرضية".
 
وبرأيه، "حتّى الآن على الأقل، بدا إيجاد طريقة لإرضاء الرجلين أمراً مستحيلاً تقريباً".
 
وأضاف التقرير: "في الوقت الحالي، تراجعت إسرائيل و"حزب الله" عن حافة الهاوية، بعد يوم من تبادلهما أكبر الهجمات منذ بداية معركتهما عبر الحدود التي استمرّت عشرة أشهر. تحدّث وزير الدفاع الإسرائيلي يوم الأحد عن أهمية تجنّب التصعيد الإقليميّ، بينما قال زعيم "حزب الله" يمكن للناس أن يتنفّسوا الصعداء ويستريحوا".
 
ونقل التقرير عن شيرا إيفرون، المحلّلة في منتدى السياسة الإسرائيلية، وهي مجموعة بحثية مقرّها نيويورك: "من الناحية الاستراتيجية، لم يتغيّر الوضع ونحن لا نزال نراوح مكاننا".
 
وأضافت: "هذا يعني عملياً حرب استنزاف مستمرّة، مع خطر التصعيد المستمرّ دون نهاية في الأفق".
 
وقالت إيفرون: "في غضون ذلك، يستمرّ مئات الآلاف من الإسرائيليين وملايين الفلسطينيين في المعاناة وسط منطقة تتأرجح على حافة الانهيار".
 
وجاء في التقرير "إنّ الهدنة في لبنان تعتمد على الهدنة في غزة، والتي تظلّ احتمالاً بعيداً، نظراً إلى الأهداف المتناقضة للسيد نتنياهو والسيد السنوار".
 
وتابع: "قال "حزب الله" إنه سيواصل معركته حتى توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار مع حماس في غزة. وقال زعيمه حسن نصر الله، في خطاب ألقاه يوم الأحد، إنّ الميليشيا تحتفظ بالحقّ في الهجوم مرة أخرى للانتقام لقتل إسرائيل قائداً كبيراً في الحزب الشهر الماضي".
 
ونقل التقرير رأي إبراهيم دلاشة، مدير مركز هورايزون، وهي مجموعة بحثية فلسطينية في رام الله في الضفة الغربية. ويقول دلاشة: "يُطلب من حماس قبول الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، كلياً أو جزئياً... إنّ مطالبتهم حتّى بالنظر في مثل هذا الشرط هي في الأساس مطالبة لهم بالانتحار، من الناحية السياسية. وهذا شيء لن توافق عليه حماس أبداً".
 
واختتم التقرير بقول الباحث الفلسطيني دلاشة: "لا أرى نهاية في الأفق حقاً". السنوار لديه "مصلحة سياسية في إنهاء الحرب، وعلى الجانب الآخر لديك رئيس وزراء إسرائيليّ لديه مصلحة سياسية في استمرار الحرب".