هدوء حذر وترقب على طول الحدود الجنوبية

يسود الترقب في لبنان فيما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

وذكرت "سبوتنيك" أن السكون يعمّ المناطق المحيطة ببلدة الغجر، التي أقدمت إسرائيل أخيرًا على ضمّ جزئها الشمالي الواقع ضمن الأراضي اللبنانية.

لكنه سكون قد تخرقه أصوات انفجارات في أي لحظة، كما حصل الأسبوع الماضي، عندما أُطلق صاروخ من سهل المجيدية اللبناني باتجاه حدود قرية الغجر، واعتبره متابعون رسالة الى إسرائيل للتراجع عن ضم الجزء اللبناني من الغجر.

في المقابل، يمكن رؤية الاستنفار البارز لقوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان، لا سيما في المنطقة التي باتت توصف "بالساخنة" الممتدة من تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وصولًا إلى الغجر.

وتقوم "اليونيفيل" بتسيير الدوريات بشكل متواصل وتكثيفها في هذه المناطق، كما تحلق المروحيات التابعة لها فوق أجواء الشريط الحدودي، للتأكد من عدم وجود أية خروقات أمنية.

وبرز الحديث خلال اليومين الماضيين عن ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، لا سيما وأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعلن صراحة خلال مقابلة صحافية عن استعداد لبنان للمباشرة بترسيم الحدود وإنهاء الملف بالكامل.
ويأتي حديث ميقاتي، في وقت تؤكد مصادر صحفية عن أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي نجح بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، موجود اليوم في تل أبيب، ويعمل على ضبط التوتر في جنوب لبنان بعد ضم إسرائيل لكامل قرية الغجر، مقابل نصب "حزب الله" لخيمتين داخل أرض في مزارع شبعا، تزعم إسرائيل إنها تقع ضمن حدودها.

كما تشير مصادر متابعة، إلى أن مهمة هوكشتاين يفترض أن تكون شبيهة بمهمته السابقة، وهو يستطلع المواقف من ملف ترسيم الحدود البرية، من دون أن تستبعد المصادر أن يكون له زيارة قريبة إلى لبنان لبحث الملف مع المسؤولين اللبنانيين.

في هذا السياق، استبعد الرئيس السابق للوفد اللبناني المفاوض على الحدود البحرية اللواء عبد الرحمن شحيتلي اندلاع حرب على الجبهة الجنوبية للبنان.

وقال شحيتلي في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "الحرب لا تندلع عشوائيًا، ولا أحد يذهب إلى الحرب بصورة عشوائية من دون تخطيط، وأعتقد أنه لا يوجد أحد يخطط لحرب لأنه لا أحد يستطيع تحمل تكاليفها".

ورأى أن "هناك إشكالًا ومن الممكن أن يتطور هذا الإشكال، ولكن أن يتصعد الإشكال وصولًا إلى حرب ليس ممكنًا، خاصة أنه لو كان هناك تصعيد لم نكن نرى تحرك لقائد "اليونيفل" تجاه الدولة اللبنانية والكيان الإسرائيلي بنفس الوقت لضبط الأمور".

وأكد شحيتلي أن "الأمور ما زالت تحت السيطرة والإشكالات الموجودة ليست بجديدة وهي إشكاليات قائمة أساسًا منذ الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة الجولان، وإشكال الغجر قائم منذ حرب 2006، أما من سبّب تحريك الوضع فهو الكيان الإسرائيلي عندما بدأت الجرافات تعمل في مزارع شبعا وكفرشوبا ولا يحق لهم العمل في هذه المنطقة لأنه لا يحق لأي محتل تغيير معالم الأرض، والإشكال الآخر البدء ببناء سياج حول المنطقة اللبنانية من الغجر".

وأوضح أن "الحدود البرية مرسّمة ومن الممكن البحث في الإشكاليات الحدودية على صعيد اللجنة الثلاثية الموجودة في الناقورة".