هدوء حذر يسود مدينة حلب بعد اشتباكات بين الجيش السوري وقوات "قسد"

أعلنت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية مساء اليوم الاثنين أن “قيادة أركان الجيش أصدرت أمراً بإيقاف استهداف مصادر نيران قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن ذلك جاء “بعد تحييد عدد منها وتضييق بؤرة الاشتباك بعيداً عن الأهالي”.

وأضافت: “الجيش العربي السوري وقف اليوم أمام مسؤولياته في حماية الشعب والدفاع عنه ولم يُبد أي تحرك لتغيير خطوط السيطرة بل اكتفى بالرد على مصادر النيران”.

من جهتها، قالت قوات سوريا الديموقراطية: “أصدرنا توجيهات لقواتنا بإيقاف الرد على هجمات فصائل حكومة دمشق تلبية لاتصالات التهدئة”.

 

واندلعت اشتباكات عنيفة اليوم بين الجيش السوري وقوات “قسد” في مناطق بمدينة حلب، ما أدى إلى مقتل 3 مدنيين ووقوع عدد من الإصابات، بالإضافة إلى حركة نزوح بين السكان، وذلك وسط تبادل الاتهامات بشأن سبب اندلاع تلك الاشتباكات.

 

وبحسب وزارة الدفاع: “أقدمت قوات قسد المتمركزة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب مساء اليوم على الغدر بقوات الأمن الداخلي المتمركزة في الحواجز المشتركة، عقب انسحابها المفاجئ وإطلاق النار على الحواجز، رغم الاتفاقات المبرمة، ما أدى إلى إصابة عنصر من قوات الأمن الداخلي وعنصر من الجيش، بالإضافة إلى العديد من الإصابات بين عناصر الدفاع المدني والمدنيين”.

 

وأعلنت وزارة الصحة “ارتقاء شاب ووالدته، وإصابة 8 مواطنين بجروح، بينهم طفل وطفلة، إضافة إلى إصابة عنصرين من الدفاع المدني، جراء قصف قسد الذي استهدف منطقة سكنية قرب مستشفى الرازي في مدينة حلب”.

 

وأوضحت الوزارة في بيان لها أن “جميع المصابين جرى إسعافهم ونقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج اللازم، وأن الفرق الطبية تتابع أوضاعهم الصحية بشكل مستمر في ظل الأوضاع التي تشهدها المدينة”، مؤكدة أن “قصف قسد طال محيط منشآت طبية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقيم الأخلاقية”.

 

وأعلنت من جهتها قوات سوريا الديموقراطية عن مقتل امرأة وإصابة ستة مدنيين بجروح، “نتيجة استهداف أحياء الشيخ مقصود والأشرفية من قبل مسلحي فصائل حكومة دمشق”.

ونفت قوات سوريا الديموقراطية “الادعاءات عن الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لحكومة دمشق حول استهداف أحياء حلب من قبل قواتنا”.

 

كما أعلنت قوات الأمن الداخلي التابعة للأكراد عن إصابة اثنين من عناصرها “إثر هجوم نفذته فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع في حكومة دمشق على حاجز في دوار الشيحان بحلب”.

 

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد “بلغ العدد الكلي للإصابات بين مناطق الحكومة السورية والشيخ مقصود والأشرفية 23 إصابة والعدد مرشح للزيادة بسبب استمرار الاشتباكات”.

 

وأضاف: “تشهد أحياء الخالدية، الهلك، وبستان الباشا حالات نزوح للأهالي باتجاه مناطق أكثر أمانًا، خشية اتساع رقعة الاشتباكات واستمرار الاستهدافات في محيط الأحياء السكنية”.

 

وبعيد الاشتباكات، اتهمت الإدارة الذاتية الكردية في بيان “القوات التابعة للحكومة الانتقالية” بشنّ هجوم علي حيي الشيخ مقصود والأشرفية، معتبرة أنه يهدف إلى “إفشال الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي شامل يلبّي تطلعات السوريين كافة”.

وأشارت وسائل إعلام سورية إلى حركة نزوح من الأحياء المحيطة بحي الأشرفية في حلب.

 

وتسيطر قوات السلطات الانتقالية السورية على حلب منذ أطاحت فصائل معارضة بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأوّل/ديسمبر 2024.

لكنّ قوات كردية محلية مرتبطة بقوات سوريا الديموقراطية (قسد) وقوى الأمن الداخلي التابعة لها (الأسايش) تسيطر على حيي الشيخ مقصود والأشرفية.

 

وفد تركي في دمشق
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في قصر الشعب بدمشق، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: “لم نلمس إرادة جدية من قسد لتنفيذ اتفاق 10 آذار/مارس”، مشيراً إلى أنّ “هناك مماطلة من قسد في تنفيذ الاتفاق”.

 

وتضمّن الاتفاق بنودا عدّة على رأسها دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لللإدارة الذاتية الكردية في المؤسسات الوطنية بحلول نهاية العام. إلا أن تباينا في وجهات النظر بين الطرفين حال دون إحراز تقدم في تطبيقه حتى الآن، رغم ضغوط تقودها واشنطن بشكل رئيسي.