هدى حداد كرمت لبناننا

عذرا من الموركس دور هذه الاحتفالية الرائعة المشعة في لبنان والوطن العربي وعذرا من كل من حضر وتابع بالامس الحفل الضخم وعذرا من الفنون على انواعها لان الموركس دور  هو الذي تكرم بالامس ولبنان هو المكرم الاول وقد تكرمت ذاكرتنا الجماعية وتكرم الفن والابداع اللبناني الحقيقي بحضور السيدة هدى حداد على مسرحه وعلى سجادته الحمراء.

فمنذ اللحظة التي وطأت قدماها السجادة الحمراء أضحت هدى حداد محط انظار الجميع وكل ما عداها بات ثانويا حتى الفنانين تهافتوا اليها والصحافة المتعطشة لكلامها ولصورتها زنرتها بالكثير الكثير من الاحترام والحب.

 بحضورها كان ذلك الاشعاع الذي يحيط بها وبهالتها التي تقوى وتقوى مع الزمن واليها يشدنا ذلك الحنين وفي عينيها الجميلتين ترى ذلك اللبنان الهارب الى البعيد عله يجد مسكنا بين تلك الهياكل التي لا زالت تردد صدى صوتها  والذي نحاول أن نلتقطه يوميا. 
وفي عينها رأينا"وجوه اللي راحوا" وهي التي باتت عنوانا للوفاء ورمزا لتلك المدرسة التي صنعت تاريخ ومجد الفن اللبناني وأيقظت تراثنا من نومه العميق مدرسة عاصي ومنصور الرحباني.

شكرا للموركس دور الذي جعل كل لبناني في منزله يشعر بأنه مكرم وبأن ذاكرته ما زالت حية وبأن في لبنان رموزا لا بل أيقونات لا بد
  من تكريمها لانها الساهرة دائما على ارثنا الكبير وهنا نتذكر الاخوين رحباني يوم قالوا في مسرحية فخر الدين في بعلبك :"وان صار ما صار وانكسر السيف بتكمل الغنية ."

نعم الغنية بتكمل والفن الحقيقي الذي تجسده الكبيرة هدى حداد بصوتها سيكمل بالرغم من كل التلوث السمعي الذي يجتاح اليوم الحياة الفنية ولكن في النهاية لا بد من العودة الى الينابيع الحقيقية والى ذلك النهر الماسي الذي يناسب من حنجرة هدى حداد حبا ووطنية صافية وبسيطة .

بالامس اطلت علينا هدى حداد ملكة تركت عرشها في بعلبك لتذهب الى "بلدها الاول" كما فعلت في ناطورة المفاتيح  وبلدها الاول والاخير هو قلوبنا التي تشتاق اليها دائما وتناجيها على امل ان لا يطول الانتظار وان يستيقظ القيمون على هذا الوطن المتهالك وان تكرم هذه السيدة العظيمة وطنيا تماما كما صوتها الذي سيبقى يعصف ثورة ورومانسية في ان على امتداد الوطن ولكل الوطن.