المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الاثنين 21 آذار 2022 13:47:10
بدا لافتا في الايجاز الذي قدمه كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، الى مجلس الامن الدولي حول القرار 1701 الاسبوع الماضي، اشارتهما الى الاوضاع الهشة على الحدود الجنوبية حيث جاء في تقريرهما ما يلي: فرونتسكا حثت على التقيد الكامل بقرار مجلس الأمن 1701 في جميع أحكامه، مؤكدة على هشاشة الهدوء النسبي بين لبنان وإسرائيل. وشجعت الدول الأعضاء في المجلس، على مواصلة تقديم دعمها للجيش اللبناني ولكافة مؤسسات أمن الدولة.
فوفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تكاد تكون المرة الاولى التي تحذر فيها فرونتسكا من "هشاشة" الاوضاع على الجبهة الجنوبية، لافتة الى ان هذا التنبيه له بالطبع مبرراته. فقد بات الجميع في الداخل والخارج، يدرك ان حزب الله يعمل على تكبير ترسانته العسكرية وعلى تطويرها، حتى ان امينه العام السيد حسن نصرالله بات يجاهر بذلك، وهذا ما فعله في الاسابيع الماضية حينما كشف ان الحزب بات قادرا، فوق الاراضي اللبنانية وبطاقاته الذاتية، على صنع المسيرات وعلى تحويل الصواريخ الى صواريخ ذكية. وتجاهُل الحزب القرار 1701 ومندرجاته، لن تسكت عنه تل ابيب. فهي لم تكتف باسقاط المسيرات التي ارسلها الحزب الى اراضيها، بل أوصلت الصوت والتحذير الى مَن يعنيهم الامر في عواصم ومراكز القرار عالميا ودوليا وامميا، منبهة من انها لن تسكت عن تصرفات حزب الله وتهديداته وانها، في حال لم تتصرف الدول الكبرى للجم الحزب، فإنها ستتحرّك بنفسها للجمه وردعه.
على اي حال، ترسل اسرائيل يوميا الى الخارج التقارير والدراسات التي تعزز وجهة نظرها والتي تبرهن بأن الحزب ماض قدما في خرق القرار 1701 لتبرّر لنفسها اي قرار تصعيدي قد تتخذه في المستقبل. امس مثلا، أعلن الجيش الإسرائيلي، توقيف خلايا كانت تهم بتنفيذ أعمال تخريبية وبتهريب أسلحة ومخدرات عبر الحدود مع لبنان وإحباط مخططاتها. وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي "قام المحور الإيراني في السنة الأخيرة بمحاولات لتنفيذ عمليات تخريبية وأعمال تهريب أسلحة ومخدرات إلى داخل الأراضي الإسرائيلية". وأضاف أنه تم تشكيل طاقم خاص يضم أعضاء من جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" ومن الجيش والشرطة وجهات أخرى "لمتابعة قضية تهريب الأسلحة والمخدرات". واردف "تابعت قوات الأمن في السنة الماضية قضايا كشفت العلاقة بين تهريب المخدرات من لبنان ومحاور تهريب الأسلحة. كما تم إحباط أعمال تهريب شملت عشرات المسدسات وعشرات الكيلوغرامات من المخدرات". واشار البيان الى أن الموقوفين عملوا "بتوجيهات شخصية من المدعو الحاج خليل حرب الذي كُشف النقاب في الأشهر الأخيرة عن تورطه في أعمال تهريب المخدرات والأسلحة إلى داخل إسرائيل". وشدد على أن "الجهات التي تقف وراء عمليات التهريب هي حزب الله وإيران".
الحزب اذا لا يبالي بالقرار 1701 ولا بالشرعية الدولية، والكيانُ العبري في المقابل على استنفاره وتأهّبه للرد على اي دعسة ناقصة قد يخطوها. من هنا يمكن فهم قلق فرونتسكا. ففي حال انهيار "الحوارات الاقليمية والدولية"، اشتعالُ الجبهة الجنوبية وارد في اي لحظة، خاصة وان "الحزازيات" الاسرائيلية – الايرانية مستمرة، وقد افيد في السياق ان تل ابيب تمكنت في الاسبوع الماضي من تدمير 600 مسيرة داخل ايران تابعة للحرس الثوري الذي رد بصاروخ على اربيل على منزل رجل اعمال كردي بالقرب من القنصلية الاميركية، تختم المصادر.