المصدر: إرم نيوز
الكاتب: محمد حامد
الجمعة 31 تشرين الأول 2025 17:26:24
رصد خبراء بالشأن اللبناني، موجة بيع منازل وعقارات في المناطق التي تعد معاقل لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق جنوبي البلاد.
وقال الخبراء إن بعض جمهور "حزب الله" لجأ إلى بيع مساكنه بأقل من أسعارها بنسبة 40%، وذلك رغبة في النجاة من الضاحية الجنوبية أو من مناطق الجنوب، للانتقال إلى أماكن أكثر أمانا.
ويؤكد الباحث في العلاقات الدولية والمختص في الشأن اللبناني عماد الشدياق، أن كل ما يقال عن التأييد المطلق للحزب ضمن بيئته الحاضنة هو كلام للاستهلاك الإعلامي فقط، على حد تعبيره.
وأشار إلى أنه بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي حصلت، بدأ يُرصد الكثير من التململ داخل هذه البيئة، وهذا ليس علنيا بطبيعة الحال ولكنه منعكس بقوة في المجالس المغلقة للطائفة الشيعية والمقربين من الحزب، حيث يسود التذمر بصوت خافت.
وأوضح الشدياق في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك العديد من العقارات المعروضة للبيع بأسعار بخسة، هربا من الضاحية الجنوبية أو من مناطق الجنوب، كمؤشر على التململ في بيئة الحزب ومحاولة الهروب من الجنوب، قائلا إن أبناء الضاحية، يرغبون في ترك هذه المناطق والانتقال إلى أماكن أكثر أمانا، ما يعني أنهم يهربون من التنظيم.
وقال إنه خلال التصعيد الأخير الذي حصل منذ أسبوعين تقريبا، بدأت تظهر مؤشرات إضافية، إذ لوحظت وجوه غريبة في بعض المناطق السكنية في بيروت غير المعتاد حضور أبناء الحاضنة إليها؛ مما يدل على أن عددا من الأهالي تركوا منازلهم في الجنوب وانتقلوا إلى العاصمة بحثا عن الأمان.
وأضاف الشدياق أن هناك حالات مشابهة حتى داخل الضاحية الجنوبية نفسها، حيث تعرف بعض العائلات التي كانت تغادر الضاحية ليلا لتبيت في منازل أقاربهم في بيروت ثم تعود صباحا إلى أعمالها، وذلك خلال الأسبوعين الماضيين.
وختم شدياق بالقول إن هذه المؤشرات مجتمعة تدل على أن البيئة الحاضنة لحزب الله لم تعد كما كانت في السابق تتحدث عن دعم مطلق له، بعد أن اختبرت النتائج على أرض الواقع، مشيرا إلى أن الردع الذي كان اللبنانيون جميعا "موهومين" فيه تبين أنه ليس سوى شعار، إذ إن حزب الله لم يستطع حتى حماية قادته، متسائلا: "فكيف له أن يحمي الناس العاديين؟!".
ويقول المحلل السياسي اللبناني داني سركيس، من جهته، إن أي "تنفس" برأي أو وجهة نظر عن ما وصلت إليه "الحاضنة الشعبية" لن يكون حاضرا في العلن لأن ذلك سيتم وضعه في خانة "خيانة المقاومة" ومن السهل تصنيفه على أنه "عمالة لإسرائيل"، وقد هلك الجنوب وأهله الواقعون حتى الآن في مرمى الضربات الإسرائيلية.
وأوضح سركيس في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك عشرات القرى في الجنوب أصبحت خالية وبات الأهالي من النازحين، يتوجهون إلى مناطق متفرقة في لبنان للابتعاد عن القصف الإسرائيلي المستمر في ظل ملاحقة الطيران والمسيرات الإسرائيلية عناصر "حزب الله ، في وقت هدمت فيه منازل السكان وخربت مزارعهم، وباتوا مهجرين دون أي مورد مالي.
وذكر سركيس بالقول إن الحاضنة الشعبية ترى أن سداد فاتورة الارتباط بإيران والعمل لصالحها على حساب أرواحهم وحياتهم بات غير مبرر، وإن هذا السلاح الذي يتمسك به التنظيم ويرفض نزعه وأن يكون تحت يد الدولة، لا يكون من ورائه سوى الحروب والدمار.
وقال إن قطاعا كبيرا من الحاضنة الشعبية يرى ضرورة في أن تكون هناك دولة لها جيش قوي يتعامل مع المجتمع العربي والإقليمي والدولي، بدلا من أن يكون قرار الحرب والسلم مرهونا بمستجدات السياسة الإيرانية وما يتحرك على أثره حزب الله، دون الوضع في الاعتبار مئات الآلاف من المدنيين الموضوعين في خط المواجهة الأول.
وأضاف أن البيئة الحاضنة وكل لبنان، يريدون أن يكون القرار في يد الدولة وأن تكون حياتهم ومعيشتهم وأمنهم بعيدا عن أي مغامرات تجعلهم يفقدون ذويهم وممتلكاتهم كما يتكرر مع الغارات الإسرائيلية التي تستهدف سلاح "حزب الله".