هكذا انتخبت المجالس النيابية الرؤساء منذ الاستقلال: برلمان 72 انتخب 5 رؤساء و8 مجالس لم تخض الاستحقاق

منذ عام 1943 إلى عام 2022 انتخب اللبنانيون 16 مجلساً نيابياً، تخللها مجلس عمّر لعشرين عاماً. فأيّ من البرلمانات انتخبت رؤساء الجمهورية الـ13؟ 


المجلس النيابي المنتخب في 21 أيلول 1943 أنجز استحقاقاً رئاسياً من خلال انتخاب بشارة الخوري بغالبية 44 صوتاً من أصل 55 عضواً.


وجدد المجلس المنتخب في 25 أيار 1951 ولاية الخوري لست سنوات.
لم يكمل الخوري ولايته المجددة وانتخب ذلك المجلس كميل شمعون بغالبية 70 صوتاً من 77 بعدما رُفع عدد النواب من 55 إلى 77 نائباً.


وكان ذلك المجلس هو الأول بعد الاستقلال الذي لم يكمل ولايته حيث جرت الانتخابات النيابية قبل موعدها بسنتين لتبدأ ولاية المجلس في 13 آب 1953، وكان مؤلفاً من 44 نائباً ولم يُنتخب أيّ رئيس للجمهورية.


بعد 4 سنوات وُلد مجلس النواب من دون زعامات تقليدية كثيرة بعد انتخابات عام 1957، وانتخب ذلك المجلس الذي كان مؤلفاً من 66 نائباً اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجيش كأول قائد للجيش يتولى الرئاسة الأولى في لبنان.


ومرة جديدة لم يكمل المجلس ولايته حيث جرت انتخابات عام 1960 بعد زيادة عدد النواب إلى 99، ولم ينتخب ذلك المجلس أي رئيس للجمهورية.


ومذ ذاك المجلس كُرّس عدد النواب بـ99 على قاعدة أضعاف العدد 11 وفق توزيع النواب على قاعدة 6 نواب مسيحيين مقابل 5 نواب مسلمين أي 54 نائباً مسيحياً مقابل 45 مسلماً، علماً بأن مجلس الـ44 نائباً كان مؤلفاً من 24 مسيحياً مقابل 20 مسلماً، ومجلس الـ55 تقاسمه 30 مسيحياً و25 مسلماً، ومجلس الـ66 تألف من 36 مسيحياً مقابل 30 مسلماً، ومجلس الـ77 وزعت مقاعده 42 للمسيحيين و35 للمسلمين.


وقبل انتهاء ولاية شهاب انتخب المجلس النيابي المنتخب في عام 1964 شارل حلو رئيساً للجمهورية.
بيد أن الانتخابات الأكثر إثارةً للجدل كانت للمجلس المنتخب في عام 1968 عندما التأم لانتخاب رئيس للجمهورية في عام 1970 وأفضت النتائج إلى فوز سليمان فرنجية بخمسين صوتاً بفارق صوت واحد عن إلياس سركيس الذي حصل على 49 صوتاً في الدورة الثالثة وكانت أول انتخابات لرئيس الجمهورية تحتاج إلى 3 دورات انتخابية.


مجلس 1972 : رقم قياسي في الولاية وانتخاب الرؤساء 
خلال عهد الرئيس فرنجية جرت آخر انتخابات قبل الحرب، وفي أيار عام 1972 بدأت ولاية أطول برلمان عرفه لبنان وامتدت حتى إجراء الانتخابات النيابية الأولى بعد الطائف عام 1992، علماً بأن ولاية المجلس كانت تمدّد دورياً إلى أن عُيّن 55 نائباً بقرار من مجلس الوزراء لرفع عدد النواب إلى 128 نائباً مناصفة بين المسيحيين والمسلمين (علماً بأن اتفاق الطائف نص على رفع عدد النواب إلى 108).


لكن المفارقة أن مجلس النواب المنتخب عام 1972، انتخب 5 رؤساء للجمهورية هم، إضافة إلى سركيس في عام 1976، بشير الجميّل وأمين الجميّل (1982)، ورينيه معوض، وإلياس الهراوي في عام 1989.
والمفارقة أيضاً أن مجلس النواب المنتخب بعد الطائف في عام 1992 لم ينتخب رئيساً للجمهورية بل مدّد ولاية الهراوي في عام 1995.


إلى ذلك انتخب المجلس المنتخب في عام 1996، العماد إميل لحود رئيساً للجمهورية في عام 1998 كأول قائد للجيش بعد الطائف ليكون ثاني رئيس من السلك العسكري بعد الاستقلال.
في عام 2000 جرت الانتخابات النيابية، ومرة جديدة لم ينتخب النواب رئيساً للبلاد بل مددوا ولاية لحود في عام 2004.


بعد تمديد تقني لمجلس عام 2000 جرت الانتخابات البرلمانية في أيار عام 2005، ونجح ذلك المجلس بعد فترة شغور رئاسي استمرت نحو 6 أشهر في انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للبلاد من دون إجراء تعديل دستوري.


أما مجلس النواب المنتخب في عام 2009 والذي مُدّدت ولايته حتى عام 2018 فانتخب بعد شغور رئاسي استمر 880 يوماً العماد ميشال عون في عام 2016، كثالث قائد للجيش يصل إلى سدة الرئاسة الأولى بعد الطائف.


التجربة الأولى لتطبيق النظام النسبي في الانتخابات النيابية في 6 أيار 2018، لم تظهر في الانتخابات الرئاسية لوقوع ولاية المجلس ضمن ولاية عون التي انتهت في 31 تشرين الأول عام 2022 وبالتالي لم ينتخب مجلس عام 2018 رئيساً للجمهورية مسلّماً المهمة للمجلس الحالي الذي أخفق 12 مرة في مهمته في انتظار أن يتخلى عن ذلك الإخفاق.


في المحصلة، فإن مجالس نيابية عدة لم تخض تجارب انتخابات رئاسة الجمهورية إما بسبب تمديد ولاية رئيس الجمهورية أو بسبب عدم مصادفة ولايتها مع موعد الانتخاب.