هل باتت فرنسا قادرة على تزييت دباباتها وإرسالها إلى لبنان؟

كتب أنطوان الفتى في وكالة أخبار اليوم:

العبرة بالتنفيذ. فالمباحثات التي أجراها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلّف سعد الحريري، ليست شيئاً بحدّ ذاتها، وذلك بعدما أُتخِمنا بكلام فرنسي تحذيري وزاجر "بالهوا"، للقوى السياسية اللبنانية، منذ الصيف الفائت.

العبرة

فصحيح أن لودريان كان واضحاً بتشديده على أنه يجب إنهاء التعطيل المتعمّد للخروج من الأزمة فوراً، ولا سيّما من جانب بعض الفاعلين في النظام السياسي اللبناني، من خلال مطالب متهوّرة وقديمة العهد، وبإشارته الى أن الوقت حان لزيادة الضّغط بعد التعطيل المستمرّ منذ سبعة أشهر، إلا أن العبرة تبقى في الخواتيم.

 واضح

فإذا لم تتحرّك فرنسا في لبنان سريعاً، من خلال عقوبات تُفرَض على بعض المعطّلين اللبنانيين، خلال أيام قليلة، فهذا يعني أنها سقطت سقوطاً مدوّياً في المنطقة، ولسنوات ربما.

فالمساعد الخاصّ لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان كان واضحاً في اتّهاماته لفرنسا، ولغيرها من الدّول، قبل أيام، وفي حديثه عن أن "مثلث المقاومة والجيش والحكومة اللبنانية" هو الرابح الرئيسي. وهو كلام لا بدّ من نقلة فرنسيّة نوعيّة في وجهه.

جزء من

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أنه "إذا باتت فرنسا مُشجِّعَة على القيام بتسوية معيّنة، فإنه يتوجّب عليها أن تحيط الرئيس المكلّف سعد الحريري علماً بذلك، إذ إنه يتمسّك بالصيغة الفرنسية كما هي، كمدخل لمساعدة لبنان كما يجب. وبالتالي، إذا ما عادت باريس تمانع القيام ببعض التنازلات، فعليها الكشف عن ذلك جهاراً".

واعتبر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أنه "إذا كان البيان الفرنسي أمس، يوزّع مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة على الأطراف كافة، فإنه لا بدّ من إبلاغ الحريري بأن الفرنسيّين باتوا مستعدّين للقليل من المرونة، كما كان حالهم في مسألة وزارة المالية".

وأوضح أن "الحريري لا ينفرد بالحُكم، وسلوكه واضح في هذا الإطار. فضلاً عن أن الحكومة يجب أن تكون موقّتة، وهي لن تتلاعب بموازين القوى القائمة، والهدف منها إسعاف البلد. وكلّ ما نراه غير ذلك ليس أكثر من "تمثيلية". فما يعرقل تشكيل الحكومة هو عامل خارجي، يستثمر الحالة الداخلية الموجودة. فنحن جزء من التجاذب الدولي، وليتوقّف الضّحك على الناس".

كلام مُلتبِس

ورأى درباس أن "المشكلة الأساسية موجودة أيضاً في الكلام المُلتبِس، ومتعدّد الأوجُه، للسفراء الأجانب. وهذا يدعو الى مزيد من الحَيْرَة".

وأضاف: "يبدو أنه بعد تغيُّر الإدارة الأميركية، تستثمر بعض القوى في العالم، التي لا ترتبط سلوكياتها السياسية بتغيُّر الحكام، في الوقت الضائع، لتحصل على مكاسب، خصوصاً أن لا وضوح أميركياً في كلّ الملفات تقريباً، حتى الساعة. ونحن ضمن هذه المرحلة حالياً".

وختم: "إذا كان البعض يريد استبدال عربة الإسعاف بدبابة في لبنان، فهل ان فرنسا قادرة على أن تصعد الى دبابة؟ وهل يقوم الرئيس الحريري بذلك أيضاً؟"