وتعارض مصر ودول عربية أخرى بشدة أي محاولة لدفع الفلسطينيين عبر الحدود.
وتفوق نطاق هذا الصراع على أزمات وانتفاضات غزة الأخرى في العقود الماضية، وتتفاقم الكارثة الإنسانية للفلسطينيين يوما بعد آخر.
منذ الأيام الأولى للحرب، قالت الحكومات العربية، لا سيما مصر والأردن، جارتا إسرائيل، إنه يتعيّن ألا يُطرد الفلسطينيون من الأراضي التي يريدون إقامة دولتهم عليها في المستقبل، والتي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتخشى هذه الدول، مثل الفلسطينيين، أن تؤدي أي حركة جماعية عبر الحدود إلى تقويض احتمالات التوصل إلى "حل الدولتين" وترك الدول العربية تتعامل مع العواقب.
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية، عبّر كبار مسؤولي الأمم المتحدة عن المخاوف نفسها بشأن حدوث نزوح جماعي.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إسرائيل يجب ألا تقدّم على عملية في رفح دون خطة لضمان سلامة النازحين. وعبر حلفاء آخرون لإسرائيل عن قلقهم من احتمال شن هجوم على رفح.
وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أمس الخميس (15 شباط) إن فكرة انتقال الناس في غزة إلى مكان آمن محض "وهم"، وحذر من احتمال تدفق الفلسطينيين إلى مصر إذا شنت إسرائيل عملية عسكرية في رفح.
ماذا قالت الحكومة الإسرائيلية وساستها؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رفح "آخر معقل" لحماس ويوجد بها أربع كتائب من المسلحين. وأضاف أن إسرائيل لن تحقق هدف القضاء على الحركة ما دامت لا تزال هناك.
وقالت إسرائيل إن جيشها يعد خطة لإجلاء المدنيين من رفح إلى مناطق أخرى من قطاع غزة.
وقال يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم الجمعة (16 شباط) إن إسرائيل لا خطط لديها لترحيل الفلسطينيين من غزة، وستجد طريقة لعدم الإضرار بمصالح مصر.
لكن تعليقات بعض الساسة الإسرائيليين أثارت مخاوف الفلسطينيين والعربية من نكبة جديدة.
ودعا وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم 31 كانون الأول السكان الفلسطينيين في غزة إلى مغادرة القطاع المحاصر. وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير إن الحرب قدمت "فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة".
وبعد أن قال وزير الخارجية الأردني وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في 10 كانون الأول إن الهجوم الإسرائيلي "مجهود ممنهج لإفراغ قطاع غزة من سكانه"، وصف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي تلك التعليقات بأنها "اتهامات سافرة وكاذبة".
التداعيات المحتملة بموجب القانون الدولي
قال أندريه نولكامبر، أستاذ القانون الدولي في جامعة أمستردام، إنه إذا اضطرت أعداد كبيرة من سكان غزة إلى الفرار من رفح وعبور الحدود بسبب الهجوم الإسرائيلي فقد يشكّل هذا انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي.
وأضاف أنه إذا كان فرار سكان غزة عبر الحدود نتيجة شعورهم بأن لا خيار أمامهم بسبب التهديد بشن حملة عسكرية كبيرة، فعندئذ "سيكون من الصعب جداً جداً فيما يبدو تسويغ ذلك في ظل القانون الإنساني الدولي".