هل تدفع أحداث غزة... أوكرانيا للتفاوض مع روسيا؟

اشتعلت جبهات القتال بين القوات الروسية والأوكرانية وبالأخص الشرقية والجنوبية، حيث أُعلن عن سقوط ضحايا بقصف روسي على خاركيف، وإحباط موسكو لعمليات أوكرانية في خيرسون، وذلك قبل أيام من انعقاد مؤتمر للسلام في مالطا.
وتزامنت التطورات الميدانية، مع تصاعد حدة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس»، حيث يدعم الغرب وواشنطن، تل أبيب بكل قوة، فهل ستُجبر كييف على السلام مع موسكو؟
سلام تحت الإجبار
نقص الأسلحة كان يمثل منذ فترة طويلة مشكلة بالنسبة للقوات الأوكرانية، في حين ضاعف قطاع الدفاع الروسي إنتاج الذخيرة لبعض أنظمة الأسلحة الرئيسية، ما يعني، بحسب فوروجتسوف ستاريكوف، الباحث الروسي في مؤسسة «فولسك» العسكرية، عدم استطاعة أوكرانيا تحقيق أي خطوات ملموسة ميدانياً في القريب العاجل.
ويرى في حديث لموقع «سكاي نيوز عربية»، أن الغرب وواشنطن الآن أمام طريق واحد في ما يخص الأزمة الأوكرانية في ظل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي المتفاقم، وهو إجبار كييف على التفاوض، والأخذ في الاعتبار جميع الشروط الروسية والضمانات الأمنية التي طالبت بها موسكو مراراً.
ويُضيف أن هناك مؤشرات تؤكد هذه الاستراتيجية التي سيتبعها الغرب مع أوكرانيا رغم تصريحات استمرار الدعم، ومنها:
- زيادة الأصوات في الداخل الأوكراني التي تنادي باستقالة الرئيس فولوديمير زيلينسكي وتحميله مسؤولية تدمير البلاد.
- وزارة الدفاع الألمانية أعلنت منذ أيام عن تخوفاتها من نقص في الأسلحة حال دعم إسرائيل في حربها.
- الرئيس الأوكراني أعلن شخصياً عن تخوفاته من صرف الأنظار عن الحرب نتيجة أحداث غزة.
- كييف أصبحت أمام معضلة حقيقية، فهي ضمن الظروف الحالية ونتائج المعارك لن تتمكن من استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا بخلاف تكبدها خسائر فادحة.
ويُشير ستاريكوف، إلى أن دعم الغرب بالسلاح لإسرائيل«يعد محاولة لحفظ ماء الوجه نتيجة خسائر أوكرانيا الفادحة والمليارات التي دعم بها زيلينسكي من دون جدوى».
تخوفات أوكرانية
وتعتزم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال مئات الآلاف من قذائف المدفعية من عيار 155 ملم، لإسرائيل كانت مخصصة في البداية إلى أوكرانيا من مخزونات الطوارئ، بحسب موقع«أكسيوس».
وأكد مسؤولون أميركيون أن تحويل طريق القذائف إلى إسرائيل لن يكون له تأثير فوري على قدرة كييف في محاربة الروس.
ويقول إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الأوكراني، إن التصعيد الكبير في الشرق الأوسط«له تأثير مباشر على العالم أجمع، وبالأخص على حرب روسيا ضد أوكرانيا. لكن هذا التصعيد لن يؤدي إلى بدء مفاوضات السلام».
ويُضيف لـ«سكاي نيوز عربية»، ان الجانبين سينظران إلى ديناميكيات التطورات الإضافية، وبناء استراتيجياتهم على أساسها، مشيراً إلى تصريحات الغرب وواشنطن، حول عدم تأثر الدعم الأوكراني، بالأحداث الراهنة.
ويرى يواس، أنه من الممكن أن يؤدي التحول في التركيز نحو إسرائيل إلى الحد من قدرة أوكرانيا على الحصول على الأسلحة بدرجة بسيطة ونسب متفاوتة،»لكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث بشكل كبير يُخل من ميزان القوى الحالي«.
ويتابع»لقد أدرك حلفاء أوكرانيا أن تصعيد الصراع العسكري من شأنه أن يؤثر عليهم هم أنفسهم على الأرجح. وبالتالي فإنهم أكثر تحفيزاً لمنح أوكرانيا المزيد من الأسلحة، مضيفاً أن«إجراء المفاوضات أو إجبار أوكرانيا على التفاوض من دون ضمانات يمكن أن يؤدي إلى تجميد الحرب»، مشيراً إلى ان «تجربة عام 2014 (عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وأجزاء من منطقتي دونيتسك ولوغانسك من أوكرانيا)» أثبتت أن تجميد الحرب ليس حلاً.