هل تملأ مبادرة "الاعتدال الوطني" الفراغ الرئاسي في لبنان؟

طرحت كتلة "الاعتدال الوطني" في البرلمان اللبناني، مبادرة قد تملأ الفراغ الرئاسي في البلاد التي تشهد اعتصامات واحتجاجات من موظفين وعسكريين ومتقاعدين، وسط شبح حرب شاملة.

ويجول نواب "الاعتدال الوطني"، المتموضع خارج الاصطفاف السياسي، على الكتل النيابية لعرض خطوط المبادرة والدعوة إلى تبنّي آلية تؤمن انتخاب رئيس في أقرب وقت.

وتضم الكتلة، التي جرى الإعلان عنها رسميًا في حزيران/يونيو 2022، 6 نواب هم نواب كتلة "إنماء عكار"؛ محمد سليمان، ووليد البعريني، وسجيع عطية، وأحمد رستم، مع النائبين أحمد الخير، وعبد العزيز الصمد.

تشبه انتخابات الكونغرس الأمريكي
وقال أمين سر الكتلة النائب السابق هادي حبيش، إن "الاجتماعات مع الكتل النيابية تتكثف، والسعي يجري لتتبنى كل الكتل الاقتراح بأن يتداعى النواب للنزول إلى المجلس النيابي لتأمين نصاب 86 نائبًا".

وبين، لـ"إرم نيوز"، أن "المبادرة لا تشمل طاولة حوار تقليدية يرأسها شخص، ولا تفرض الاتفاق المسبق على اسم مرشح رئاسي واحد، بل يتم على أساسها عقد جلسة نيابية تشاورية ليوم واحد بدلا من 7 أيام، ويتعهد كل الحضور من النواب بعدم مقاطعة الدورات الانتخابية لحين فوز مرشح بحضور ثلثي مجلس النواب وتصويت 65 نائبًا".

ورجح حبيش الذهاب إلى "أكثر من دورتين، وهذه العملية تشبه انتخابات الكونغرس الأمريكي حين لم يتمكنوا من تأمين النصف زائد واحد لأي مرشح، فأجروا حوالي 17 دورة".
وأكد حبيش أن "الكل داعم للحراك الذي لاقى تجاوبا من غالبية مكونات اللجنة الخماسية، التي تبلغت من رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الضوء الأخضر أُعطي له"، مضيفًا: "على هذا الأساس، تواصلنا مع غالبية سفراء الخماسية وأطلعناهم على كل التفاصيل".

وأشار حبيش إلى أنه "ليس المطلوب التخلي عن سليمان فرنجية أو جهاد أزعور إنما المطلوب أن يذهب الجميع إلى دورات متتالية".

ومضى قائلًا: "سنبارك للفائز أيا يكن، وقد نجحنا لليوم بتأمين أكثر من 86 نائبًا مؤيدًا للمبادرة".
ولفت إلى أن الكتلة "لن تدخل بلعبة طرح أسماء مرشحين إنما خلال الجلسة التشاورية ستُطرح الأسماء من قبل الكتل النيابية، وإذا تم التوافق على اسم واحد نكون قد نجحنا، وإذا اتفق على اسم جوزف عون أكثر من ثلثي المجلس أي على 86  نائبا يتم انتخابه كونه موظف فئة أولى ولا يمكن أن ينجح بـ65 صوتا إنما يحتاج إلى تعديل الدستور و86 صوتا كي يفوز".

وأوضح حبيش أنه "أما إذا تم التوافق من قبل الكتل على أكثر من اسم مرشح فحينها سنطلب من الرئيس بري فتح المجلس بدورات متتالية حتى يفوز أحد الأسماء المطروحة".

ونوه إلى أنه "بعدما تشاورنا مع الرئيس بري والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب والمستقلين، ووافق  الجميع على السير بالمبادرة، تشاورنا اليوم مع كتلة تجدد وتحالف التغيير والكل أبدى استعداده للسير بها".

وأضاف: "غدا سنجتمع بكتلة النائب فيصل كرامي وكتلة اللقاء الديمقراطي التي عرفنا أن أجواءها إيجابية حيال الحراك، ويبقى حزب الله وتيار المردة اللذين ننتظر موعدا منهما، ولاحقاً المرجعيات الروحية".

وردا على سؤال على ما يمكن أن يحصل في حال رفض حزبا المردة وميليشيا حزب الله وكتلة النائب فيصل كرامي تبني المبادرة، أجاب حبيش أنه "بحسب ما تجري الأمور سيتداعى النواب الذين تجاوبوا مع الموضوع، والذي يفوق عددهم الـ86 وينتخبون رئيسًا بمن حضر".

وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، أصدر عضو كتلة "تجدد" النائب فؤاد مخزومي بيانًا جاء فيه: "نثمّن جهود اللجنة الخماسية لإنهاء حال الفراغ القاتلة، ونؤكّد ضرورة الاستمرار في هذا الحراك تجاه لبنان من أجل استقراره وأمنه ونأمل أن يؤدي الحراك الداخلي كما الخارجي إلى انتخاب رئيس".

بدورها، أكّدت كتلة "تجدد" عقب اللقاء الذي جرى ظهر اليوم الإثنين مع "الاعتدال الوطني"، أنها تنظر بإيجابية تجاه المبادرة؛ لأنها تعيد الاعتبار للدستور وتشكل منطلقاً حقيقيًّا للخروج من الأزمة وسنناقشها مع المعارضة، بحد تعبيرها.