هل تنتهي عملية الضفة قبل ان تحيي خطر اشتعال المنطقة؟!

اعلن الجيش الاسرائيلي امس أنه بدأ فجر الاربعاء عملية عسكرية واسعة تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس شمال الضفة، حيث اجتاحت قوات عسكرية كبيرة كافة مناطق ومدن ومخيمات شمال الضفة الغربية من عدة محاور، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش أطلق على العملية اسم "مخيمات الصيف".

وأطلقت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي على المعركة التي تخوضها المقاومة اسم "رعب المخيمات"، وأوضحت السرايا أن مقاتليها "سيذيقون العدو رعب المخيمات وسيعلم جنوده ما ينتظرهم من جحيم". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية الاحتلال هي الأوسع منذ عملية "السور الواقي" في عام 2002، وأنها تتم بمشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة، ويشارك فيها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) وقوات المستعربين، كما يستخدم مروحيات ومقاتلات بشكل واسع. ووفقا لما ذكره مسؤولون عسكريون اسرائيليون، فإن العملية أُطلقت لأن "الوضع في الضفة الغربية بات مصدر قلق جدي لإسرائيل".  وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إن الاحتلال يسعى من خلال هذا "العدوان إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة في محاولة لفرض وقائع ميدانية جديدة".

بينما يضغط الوسطاء وعلى رأسهم واشنطن، حليفة اسرائيل، من اجل وقف النار في غزة، أشعلت تل ابيب النار في الضفة الغربية، ما يدل على حجم التفلّت الاسرائيلي من اي ضوابط، وعلى ان مساعي التهدئة ستبقى متعثرة حتى اشعار آخر. ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن التصعيد الاسرائيلي سيتسبب بتهجير اضافي من الضفة هذه المرة، بما ان المناطق المستهدفة ذات كثافة سكانية مرتفعة. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل "تهدد بشكل خطير بمفاقمة الوضع الكارثي أصلا" في الأراضي الفلسطينية.

لكن وفق المصادر، الخطير هو تداعيات هذه العملية على الواقع الاقليمي. فإسناد غزة من قِبل أذرع المحور الممانع في المنطقة، والذي تعمل واشنطن مع طهران جاهدة لابقائه مضبوطا ومدوزنا - وقد نجحت في ذلك حتى الساعة - قد يصبح أقوى ويأخذ زخما جديدا، بعد ان تزيد اسرائيل من بطشها ووحشيتها، ما يُدخل المنطقة في جولة تصعيد جديدة، كان يفترض ان تكون تخطتها الى حد كبير، بعد ردِ حزب الله على اغتيال فؤاد شكر، بشكل مدروس جدا.

عليه السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل تكون العملية الاسرائيلية في الضفة، سريعة وتنتهي قبل ان تفجّر المنطقة؟ وهل تكون اهدافها كما يقال، إضعاف النفوذ الايراني في الضفة، استباقا للرد الايراني، فقط لا غير، بما ان لطهران نفوذا ولو محدودا فيها ؟