هل تنعكس أحداث سوريا على لبنان مجدّداً أمنياً ونزوحاً؟

ما إن أعلن وقف إطلاق النار في لبنان بعد حرب شرسة حتى اشتعلت في سوريا وتحديداً في مدينتي حلب وحماة، وبالتالي فإن المتابعين والمراقبين ودول القرار قد لا يكونون في صدمة أو فوجئوا بهذه الأحداث، في ظل المواقف الدولية التي سبقتها، وصولاً إلى معلومات ومعطيات بأن ثمة أجواءً عن سعي موسكو وواشنطن بعد أن يصل الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لترتيب وضع سوريا. ولهذه الغاية، ما حصل في حلب ترك تساؤلاً: هل ثمة "قبة باط" روسية، من أجل أن يدخل الثوار أو بعض المنظمات الإسلامية والنصرة وسواهم حلب وحماة؟

السؤال الأبرز، نظراً إلى التاريخ والجغرافيا ومسار الأحداث والتطورات والانقلابات في سوريا وانعكاسها على لبنان، فالمخاوف بدأت تصل إلى مسامع الكثيرين، بأن الأحداث الجارية اليوم في حلب وسواها، قد تكون لها ارتدادات على لبنان كما كانت الحال بعد عام 2011 ، عندما اندلعت الحرب السورية ووصلت "النصرة" وبعض التنظيمات الأصولية إلى الجرود الشرقية، مما أدّى آنذاك إلى حرب طاحنة بين الجيش اللبناني والتنظيمات الأصولية، وطردها من الجرود بعدما سجل الجيش اللبناني حينها بطولة فائقة في هذه المنطقة واستأصل الإرهابيين. من هنا، القلق يعتري شريحة كبيرة من اللبنانيين، لا سيما من يواكبون ويتابعون مسار التطورات، علماً بأن العامل الذي يختلف عن السابق هو الإجماع العربي وخصوصاً الخليجي على دعم سوريا واستقرارها بعد إعادتها إلى الجامعة العربية، ولكن الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي والمعيشي وعلى كل المستويات في سوريا ينذر بعواقب وخيمة إذا استمرت الأمور على ما هي عليه. لذلك قد يكون لبنان بفعل الحدود والجغرافيا الأقرب دائماً، هو من يتلقف تداعيات أي حرب في سوريا كما كان يحصل في حقبة الانقلابات المتتالية قبل الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس السوري يومها حافظ الأسد في عام 1972، ووصل إلى السلطة حينها.

مسؤول بارز في تنسيق العلاقات بين لبنان وسوريا يقول لـــ"النهار": ليس صدفة أن تأتي الأحداث في سوريا بعد وقف النار في لبنان، إذ كانت هناك نيّات لإسرائيل وتركيا لإشعال هذه الحرب. وعن انعكاس هذه الأحداث على لبنان يقول: ينسى البعض أن ثمة ترابطاً بين أمن سوريا وأمن لبنان، لذلك نحذر من أن هناك خلايا نائمة في لبنان قد تتحرك في أي توقيت وتستغل هذا الوضع، ولهذه الغاية، كشف عن اتصال جرى بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الوزراء السوري، والأمر عينه بين وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ونظيره السوري.

وهل ثمة نزوح متوقع باتجاه لبنان؟ يقول: قد يكون هناك نزوح باتجاه تركيا، إلا إذا أقفلوا الحدود والمعابر، أما بالنسبة إلى حلب، فمنهم شريحة كبيرة من المتمكنين مادياً، بعضهم ذهبوا إلى طرطوس وبعض المناطق السورية، والبعض الآخر قد يأتي إلى لبنان، فثمة من لهم منازل أو استأجروا بيوتاً بإمكانهم العودة إليها، وأعتقد أن هؤلاء قد ينعشون الاقتصاد اللبناني إن كان عدد النزوح منهم كبيراً باتجاه لبنان، لكن الخوف من إدلب، فإذا أقفلت الحدود باتجاه تركيا، أتوقع أن يكون هناك نزوح كبير منهم نحو لبنان. 

وعن مستوى التنسيق يؤكد: التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري جارٍ على قدم وساق، والأمن العام اللبناني يقوم بإجراءات مشددة حول النزوح ومن يدخلون بطرق غير شرعية والوضع مضبوط في هذا الإطار .