المصدر: الجريدة الكويتية
الجمعة 14 شباط 2025 00:12:44
سيطر حذر شديد مغلف بالتشاؤم على حلفاء الولايات المتحدة، غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد اتصالٍ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بدء مفاوضات فورية لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من 3 سنوات، مرجحاً أن يلتقيا قريباً بقمة في السعودية.
وفي ضوء الوضع الميداني الصعب لأوكرانيا على الجبهة الشرقية، والموقف السياسي لإدارة ترامب المعاكس لها، فإن الخبراء يحذرون من أن أي اتفاق قد يتم التوصل إليه، سيكون هو السيناريو الأسوأ لأوكرانيا وللدول الأوروبية، التي ستتحمل العبء الأكبر لتسوية غير متوازنة يبدو أن ترامب مصمم على المضي بها.
وشدد الكثير من أعضاء حلف «الناتو» غداة الاتصال، الذي جرى أمس الأول، على ضرورة عدم استبعاد أوكرانيا وأوروبا من أي مفاوضات سلام.
وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس رفضه «سلاماً مفروضاً» على كييف، في حين أعرب وزير دفاعه عن أسفه لـ «التنازلات» التي قدمتها واشنطن لموسكو «حتى قبل بدء المفاوضات».
وأثار الأمين العام لـ «الناتو» مارك روته، بشكل غير مباشر، مسألة الضمانات التي تطالب بها أوكرانيا، وقال إن أي اتفاق يجب أن يُجبر بوتين على عدم تكرار ما فعله، مذكّراً بفشل اتفاق مينسك، وانتقد تصريحات وزير الدفاع الأميركي المثير للجدل بيت هيغسيث، الذي أثار دهشة الحلفاء في ميونيخ عندما قال، أمس الأول، إنه يجب على كييف أن تتخلى عن «وهم» استعادة كل أراضيها، وأن مطلبها بالانضمام إلى «الناتو» غير واقعي، واضعاً بذلك كل الضغوط على أوكرانيا.
ودافع هيغسيث أمس عن محادثات ترامب وبوتين، مؤكداً خلال اجتماعٍ لوزراء دفاع «الناتو» في بروكسل أنها ليست «خيانة» لكييف.
في المقابل، عبّر الكرملين أمس، عن إعجابه بموقف ترامب، معتبراً أن الحديث عن مشاركة أوروبا «مبكر». وأكد الكرملين أن المفاوضات «يجب ألا تقتصر على أوكرانيا، بل يجب أن تشمل أيضاً الأمن في أوروبا ومخاوف موسكو» التي طالبت بتراجع «الناتو» إلى حدود عام 1997.
وفيما يشبه نشوة الانتصار، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، إن اتصال ترامب ببوتين أظهر أن أي آمال للغرب في هزيمة موسكو لن تتحقق أبداً، وأنه «لا توجد وليس من الممكن أن تكون هناك دولة رئيسية واحدة وحاكمة عليا للكوكب»، وأن على النخب الأميركية تعلُّم هذا الدرس سريعاً.
في المقابل، عبّرت الصين عن «سعادتها» برؤية الولايات المتحدة وروسيا «تعززان التواصل».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قالت إن بكين اقترحت على واشنطن تنظيم واستضافة قمة ترامب وبوتين المرتقبة.
وفي مقال بعنوان «ترامب يكتب قواعد لعب جديدة لغزة وأوكرانيا»، تساءلت «وول ستريت جورنال» ما إذا كان ترامب قد يجرّب هذه القواعد الجديدة في مكان آخر مثل تايوان، إذ تتزايد المخاوف من أن رغبة الرئيس في التوصل إلى اتفاق تجاري سريع مع الصين قد تلهمه لاستخدام الجزيرة كورقة مساومة.