المصدر: موقع 24 الاماراتي
الثلاثاء 11 تشرين الثاني 2025 22:07:16
علقت صحيفة "الغارديان" على التقارير المتزايدة حول توتر علاقة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى غيابه عن مناسبتين فقط لا يبرر الأخبار المنتشرة حول استبعاده من منصبه.
والأسبوع الماضي غاب سيرغي لافروف عن اجتماع مهم للكرملين ما أثار تكهناتٍ حتمية حول ما قد يكون وراء الكواليس.
كما كان لافروف العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الذي غاب عن جلسة الثلاثاء الماضي، والتي وجّه خلالها فلاديمير بوتين المسؤولين لوضع مقترحات بشأن الاستئناف المحتمل لتجارب الأسلحة النووية، وهو غيابٌ قالت صحيفة "كوميرسانت" واسعة النفوذ إنه "متفق عليه مسبقاً".
ومما زاد من تعقيد الأمور، استبعاد لافروف، البالغ من العمر 75 عاماً، من وفد روسيا إلى قمة مجموعة العشرين المقبلة في جنوب أفريقيا، وتعيين مسؤول أدنى مكانه.
وبالنظر إلى هذه الغيابات، فقد دفعت موسكو إلى الإصرار على أن لا شيء على ما يرام.
وعندما سُئل الكرملين يوم الإثنين عن شائعات فقدان لافروف لتأييد بوتين، نفى هذه الشائعات ووصفها بأنها "غير صحيحة على الإطلاق"، قائلاً إنه "لا داعي للقلق" و"كل شيء على ما يرام".
وتكشف تذمر واستياء بوتين من لافروف لأول مرة بعد أن ألغى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجأة قمته المقررة مع الزعيم الروسي في بودابست الشهر الماضي.
وصرح مسؤول سابق رفيع المستوى في الكرملين لصحيفة الغارديان بأنه لا يوجد ما يشير إلى "إبعاد" لافروف، مشيراً إلى أن غيابه عن مناسبتين عامتين لا يُعد في حد ذاته دليلًا على فقدانه مكانته.
دبلوماسي مخلص
وقال المسؤول السابق، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه من غير المرجح أن يتخلى بوتين عن دبلوماسي خدمه بإخلاص لعقود.
لكن المصدر قال، إن لافروف "أساء إدارة" محادثته مع روبيو و"أفسدها دبلوماسياً".
وأضاف المصدر، أن لافروف قدّم مجموعة من المطالب الصارمة ليبدو وطنياً في نظر الكرملين، وهو موقفٌ أثبت في النهاية أنه غير مُجدٍ.
وقال، إن بوتين أبدى سابقاً انزعاجه من نبرة لافروف العدائية المتزايدة وتراجع قدرته على إظهار براعته الدبلوماسية.
وأوضح المسؤول السابق، أن "بوتين أراد عقد الاجتماع في بودابست، ولم يكن من دور لافروف التدخل".
تجاوز غير مقبول
وكانت القمة مع ترامب ستمنح بوتين فرصة أخرى لطرح قضيته أمام الرئيس الأمريكي الذي انجذب سابقاً إلى موقف موسكو بشأن أوكرانيا بعد لقائهما. كما أن عقد الاجتماع في بودابست كان سيمثل انتصاراً رمزياً كبيراً لبوتين، مؤكداً قدرته على التنقل بحرية في القارة رغم جهود الاتحاد الأوروبي لعزله.
وبعد إلغاء القمة، شدد ترامب لهجته تجاه موسكو وفرض عقوبات على اثنين من أكبر منتجي النفط في روسيا.
ويبقى السؤال الرئيسي: هل أخطأ لافروف دبلوماسياً، أم أن واشنطن كانت ستظل دائماً على الأرجح ترفض عقد قمة جديدة طالما لم يُبدِ بوتين أي استعداد للتنازل.
وقال بوريس بونداريف، الدبلوماسي الكبير السابق الذي استقال علناً بعد الغزو الروسي الكامل، إنه سيكون من غير المعتاد على الإطلاق أن يتخطى لافروف دوره كمجرد ناقل لآراء بوتين.