هل سيصل لبنان إلى مرحلة مشابهة لما يحدث في غزة؟

يواجه لبنان تداعيات جنون إسرائيلي غير مسبوق، متمثل بالقصف الهستيري الذي جاوز مساحة ثلاثة أرباع لبنان، اذ لم تبق منطقة لبنانية إلا وتعرضت إما لقصف تدميري ممنهج او لاستهداف محدود بهدف إشاعة الخوف والرعب في نفوس جميع اللبنانيين.

ومع تطور الأوضاع الميدانية في لبنان، يبقى السؤال الأساسي حول المدى الذي ستأخذه هذه الحرب، وهل سيصل لبنان إلى مرحلة مشابهة لما يحدث في غزة؟

في هذا السياق، قال مصدر لبناني لـ «الأنباء» انه «في الوقت الحالي، ما زالت الأطراف المنخرطة في الحرب تتجنب التصعيد نحو حرب شاملة، على جسامة ما يحصل في الميدان والاستباحة الإسرائيلية غير المسبوقة لكل البنيان السيادي اللبناني، إلا أن خطر انزلاق الأمور إلى مواجهة أكبر وحرب شاملة يظل قائما، خصوصا في ظل إمكانية توسيع إسرائيل أهدافها لتشمل البنية التحتية أو أهدافا أكثر استراتيجية».

وأضاف المصدر: «الرسائل الديبلوماسية التي تصل إلى بيروت تفيد بأنه مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على لبنان وتصعيدها، يبدو أن إسرائيل تتجنب تصعيدا كبيرا يتجاوز نقطة اللاعودة، مثل ذلك الذي حدث في غزة لعدة أسباب، من بينها توازن القوى المعقد على الحدود اللبنانية، بالإضافة إلى النفوذ الإقليمي لحزب الله وحلفائه. لكن مع كل ذلك، يظل الضغط الإسرائيلي التدميري والدموي حاضرا».

وأوضح المصدر ان «التحرك الدولي لوقف النار سيظل مرتبطا بحجم التصعيد على الأرض. وفي حال تدهورت الأوضاع لتشمل اشتباكات على نطاق أوسع أو ضربات تؤثر على الاستقرار الإقليمي، فمن المرجح أن تبدأ الأمم المتحدة ودول أوروبية وكذلك الولايات المتحدة في التدخل الجاد، والدور الذي تلعبه فرنسا والمجموعة الأوروبية أساسي، حيث تسعى إلى تفادي انهيار توازن القوى في لبنان مما يأخذ البلد إلى الفوضى، أما الولايات المتحدة، فتظل منشغلة بالتطورات في غزة ولا تبدو مستعدة لتدخل عميق في ملف لبنان إلا إذا تطورت الأمور بشكل خطير، وهذا الأمر صار مرتبطا بقرب الانتخابات الرئاسية الأميركية».

وأكد المصدر انه «بالرغم من المخاطر، يعتقد أن المجتمع الدولي لن يسمح للبنان بالانزلاق إلى حالة مشابهة تماما لغزة، والسبب في ذلك هو أن لبنان يتمتع بتنوع سياسي وديموغرافي يجعل من الصعب تطبيق نفس المعادلة التي تنفذ في غزة، إضافة إلى دور حزب الله المحوري في المشهد الإقليمي، حتى مع اغتيال قيادته، والضغط الدولي قد يتزايد على إسرائيل لعدم توسيع نطاق العمليات العسكرية إلى مستوى يهدد الاستقرار السياسي اللبناني. لكن، في الوقت عينه، هناك خشية من أن يتحول لبنان إلى ساحة مفتوحة إذا ما استمرت الأزمة الإقليمية بالتصاعد».

واعتبر المصدر ان «مآل الأمور سيكون محكوما بالتوازنات السياسية الدولية والإقليمية، ومدى قدرة الأطراف على إدارة الصراع دون تصعيده، وصولا إلى فرض وقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات ديبلوماسية لحل نهائي على طول الحدود الجنوبية».