المصدر: النهار
الكاتب: جاد فقيه
الاثنين 23 كانون الاول 2024 07:30:13
جاء موسم عيدي الميلاد ورأس السنة هذا العام بعد أيام من وقف إطلاق النار في حرب يمكن اعتبارها من أصعب الحروب التي عاشها لبنان. لذلك، كان متوقعاً ألا تشهد الأسواق التجارية النشاط الاستثنائي المعتاد لا سيما متاجر بيع الألبسة والأطعمة وهدايا العيد التي تعتمد في غالبيتها على هذه الفترة من السنة باعتبارها فرصة ذهبية لتعويض ما يمكن ان يكون فاتها، وهو هذه السنة بالغ الخسارة. الأسواق المحيطة بالعاصمة بيروت تكون في كل سنة "نجم العيد" إذ تُنصب الأكشاك وتُزيّن الشوارع بالإضاءة وتعلو أصوات الموسيقى ما يضفي أجواءً ميلادية بامتياز. ومن المعروف أن أصحاب المتاجر يعتمدون في هذه الأيام سياسة خفض بعض الأسعار لتشجيع الناس على الإقدام أكثر على الشراء، فكيف تبدو الحركة في الأسواق قبل أيام معدودة من موعد العيد؟
يرى الأمين العام للهيئات الاقتصادية ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس أن ثمة تحسناً بعض الشيء في الأسواق لكن الحركة لا تزال خجولة، مضيفاً "ما حرّك السوق هو الـ"black friday" وهنا يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن للتجار الاستمرار لمدى طويل بهذه الأسعار المتدنية جداً لذلك لن تبقى الأسعار على حالها".
ويخلص شماس إلى اعتبار أنه "صحيح أن الحرب انتهت لكن حصل ذلك قبل 4 أسابيع فقط من عيد الميلاد وهذه فترة قصيرة، مع العلم بأن السوق افتقر للمتسوّق الأجنبي والمغترب الذي لم يتسنّ له القدوم إذ إن عدداً كبيراً من شركات الطيران لم تعد تسيير الرحلات إلى مطار بيروت".
أما كريم طعمة، صاحب أحد متاجر بيع الألعاب في بيروت، فيعتبر أن الإقبال ليس خجولاً جداً ويمكن وصفه بالجيد شارحاً "الإقبال هذه السنة أقل من السنة الماضية لكنه فاق السنين التي تلت الأزمة عام 2019، بمعنى أنه يمكن الاعتبار أن حال السوق هذه السنة هو ما بين السنين المشؤومة الممتدة من 2019 إلى 2022 وسنة 2024 التي لمسنا فيها فعلاً أن قدرة الناس الشرائية عادت وأن الأزمة قد انتهت".
من جهة أخرى لوحظ تقبّل المتسوقين لظاهرة الأسواق الظرفية في مواسم الأعياد، أي السوق التي تنظم لأسابيع أو لأيام معدودة يشارك فيها بعض أصحاب المحال وأصحاب الصفحات التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا السياق تعتبر لمى موفق المسؤولة عن استقدام وتنظيم مستأجري الأكشاك في السوق المقام في الـ"forum de beyrouth" أن الإقبال هذه السنة كان أكثر من جيد وفاق التوقعات وتضيف "في معرضنا أكثر من 140 ستاند جميعها تعمل ولم يشكُ أحدهم من قلة الزبائن، وهذا يعود الى إصرارنا على أن يكون معرضنا يلفت جميع الفئات العمرية والعائلات على حد سواء".