المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الجمعة 7 شباط 2025 08:01:04
يحبس لبنان أنفاسه مجدداً بعد طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترحيل أعداد كبيرة من أبناء غزة إلى كل من مصر والأردن. والسؤال: هل يكون للبنان "حصة" من هذا الترانسفير الجديد، ما يوقظ هواجس ما بعد نكبة فلسطين عام 1948 يوم رحل العدد الكبير إلى لبنان ولا يزال فيه؟
لا يغيب عن الذاكرة ما جرى إثر النكبة من تكاثر عدد المنظمات والفصائل الفلسطينية في لبنان، والتي انتشرت في المخيمات من الشمال إلى البقاع، وخصوصاً في الجنوب عبر مخيمي عين الحلوة والرشيدية، وإبعاد قيادات "حماس" الأساسية إلى مرج الزهور في منتصف التسعينيات، ومنهم من اغتالته إسرائيل لاحقاً في غزة كعبد العزيز الرنتيسي وأحمد ياسين وسواهما.
من هذا المنطلق، ثمة مخاوف في لبنان من أن تكون أرضه منطلقاً جديدا لإبعاد أعداد فلسطينية قد تُفرض عليه، وهو ما بدأت تتحسب له جهات سياسية وأمنية، فيما يُنقل عن أوساط المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري أن الحدود اللبنانية ليست سائبة، وهناك إجراءات مشددة من الأمن العام اللبناني لعدم دخول أي كان من أي دولة بطرق غير شرعية، مهما يكن الوضع.
في سياق متصل، علمت "النهار" من مصادر موثوق بها من الداخل الفلسطيني، ومن شخصية بارزة في السلطة الفلسطينية أن إمكان وصول قادة من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إلى لبنان وارد، إذ إن منهم من ذهب إلى اثيوبيا وبعض الدول خارج غزة، ولكن من تبقى قد يأتي إلى المخيمات الفلسطينية، حيث بات لـ"حماس" وجود كبير في ظل إطار التنسيق والتواصل بينهم وبين و"حزب الله"، بدليل اغتيال إسرائيل صالح العاروري بما يمثل، إلى وجودهم في مخيم عين الحلوة وسواه. ولوحظ أن الوجود "الحمساوي" و"الجهاد الإسلامي" تكاثر في الآونة الأخيرة في لبنان، بعد استضافة ودعم سياسي ولوجيستي من إيران و"حزب الله".
توازياً، يُنقل عن أحد أبرز المسؤولين الفلسطينيين الذي يتنقل بين غزة ولبنان، توقعه أن تتحول غزة إلى ما يشبه هونغ كونغ، أي أن تكون للسياحة والاقتصاد والازدهار، بعد إعادة إعمارها على هذا النموذج، لكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، ما يعني أن الترانسفير وارد إلى حين انتهاء مشروع إعمارها، وفق ما أشار إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ولهذه الغاية، لا يستبعد أن يكون ثمة جزء بسيط من ترحيل بعض الفلسطينيين الغزاويين إلى لبنان.
أما بالنسبة إلى قادة "حماس" أو "الجهاد"، فيتحفظ قائلاً إن "ذلك يعود لهم، وإذا كان هناك من ضرورة لدواع سياسية وتنظيمية ولوجيستية وسواها، فقد يكون لبنان مقصداً لهذه القيادات، إنما لا قرار حتى الساعة في كل هذه المسائل، وما قاله الرئيس الأميركي مسألة جدية وليست مزحة، بدليل تلقفها من المسؤولين الإسرائيليين على الفور".