المصدر: الانباء الكويتية
الجمعة 20 أيلول 2024 01:56:54
رأى الخبير في تكنولوجيا المعلومات د.فريد خليل، في حديث إلى «الأنباء»، ان انفجار أجهزة «بيجر» و«الووكي توكي» المنتشرة بين عناصر ««حزب الله»، ينم «عن حتمية وجود خرق أمني مزدوج».
وقال «الخرق الأول استخباراتي والثاني سيبراني. فحزب الله وبعد ان أوقف التواصل بين قياداته وعناصره عبر الهواتف الخليوية، لاسيما الذكية منها نظرا إلى سهولة رصد موقع حامليها من خلال برنامج تحديد المكان GPS، اعتمد التواصل عبر أجهزة البيجر واللاسلكي نوع icom v82 المعروف باسم «ووكي توكي» كوسيلة آمنة، خصوصا ان اجهزة البيجر تعمل وفقا لنظام الموجات الترددية Radio frequency ولا يمكن بالتالي رصدها وتتبع أثرها وموقع حامليها».
وتابع خليل «بما ان حزب الله أقر بشراء خمسة آلاف جهاز بيجر إضافة إلى عدد كبير من أجهزة اللاسلكي المشار اليها أعلاه، يمكن الحسم هنا بأن الخرق الاستخباراتي بدأ بتفخيخ تلك الأجهزة بمادة متفجرة قيل انها من نوع PETN وضعت إلى جانب بطارية الليثيوم ايون lithium-ion المشغلة لها، وذلك اما في مكان التصنيع، واما خلال نقلها إلى بيروت، ما يعني ان هناك من وشى بوجود هذه الصفقة ومن رصد وتدخل سرا وزرع فيها المتفجرات».
اما لجهة الخرق التكنولوجي او ما يسمى بالسيبراني، فرأى «ان الاحتمال الاكثر ترجيحا هو وجود مخبر أو عميل سري، اما في الداخل، واما من صفوف الجهة الموردة شركة «غولد ابوللو» في تايوان. هذا العميل قد يكون سرب الموجة التي تعمل الأجهزة من خلالها في إيصال الرسائل، ومن ثم قامت الجهة المفجرة بتوجيه رسائل مكثفة، ما ادى إلى تسخين وإحماء بطارية الليثيوم إلى ما يزيد على 160 درجة مئوية، وبالتالي إلى اشتعال المادة المتفجرة وانفجار الأجهزة في شكل متزامن، علما ان رئيس مجلس إدارة ابوللو أكد ان الاجهزة صنعت في بودابست بالمجر من قبل شركة باك المجاز لها استعمال العلامة التجارية لشركة ابوللو (الأمر الذي تم نفيه لاحقا)».
وردا على سؤال، أكد خليل «انه من الممكن ان تصل التحقيقات فيما لو اتخذت على محمل الجد والحسم، إلى الكشف عن كيفية ومكان تفخيخ أجهزة البيجر واللاسلكي، وعمن وشى وسرب المعلومات حول شحنة الأجهزة والموجة التي تعمل بها. الا انه من المنطق الا يعود حزب الله أقله في الوقت الراهن إلى استعمال هذا النوع من الأجهزة، والا فالعودة اليها ستكون ضربا من المغامرة، خصوصا ان الحرب بين حزب الله وإسرائيل كشفت عن الكثير من القدرات التكنولوجية التي تستعملها الأخيرة. ومن المرجح بالتالي ان يعود الحزب إلى الوسائل البدائية في التواصل بين قياداته وعناصره، إلى حين ايجاده البديل الضامن لسرية التواصل».