هل من خطّة للنزوح الكبير إذا اندلعت الحرب؟

لم ينأَ لبنان عن انعكاسات عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس فجر السبت الماضي، بحيث يشهد الجنوب ببعض قراه الحدودية وغيرها، قصفاً واشتباكات وغارات جوية إسرائيلية. ومن البلدات التي شهدت ضربات إسرائيلية عيتا الشعب وزبقين والضهيرة. وقد شهدت مدينة صور استقبال عدد من النازحين القادمين من هذه القرى وغيرها. لكن السؤال الحالي هو: هل من خطة لسيناريو النزوح الكبير إذا تطوّرت الأحداث الأمنية؟

يفيد رئيس بلدية عيتا الشعب، محمد سرور، في حديثه لـ"النهار" أنّ الوضع الأمني حالياً هو وضع استنفار وليس حرباً، بالتالي، الأمر متروك للسكان أن يقرّروا البقاء في البلدة أو الخروج منها، لكن بلا شك، الناس يشعرون بالارتباك. ويؤكّد سرور أنّه لم يُوعز إلينا بإخلاء البلدة بل بالتنبّه وتوخّي الحذر لا أكثر، ولا خطة للنزوح، لكن وجب اتخاذ الحيطة والحذر وأن يؤمّن كل شخص نفسه ويتزوّد بوقود سيارته وماله وغذائه. لكن جميع السوبرماركت ومحطات البنزين تعمل بشكل طبيعي.

ويضيف سرور أنّ جزءاً لا يُستهان به من سكان عيتا الشعب غادروا البلدة، والمدارس مقفلة في البلدات الحدودية والوضع في البلدة ليس روتينياً، وعند حلول المغرب، يفضّل بعض الناس الخروج من البلدة والعودة إليها صباح اليوم التالي.

أمّا في بلدة زبقين قضاء صور، فيقول رئيس بلديتها علي بزيع لـ"النهار" إنّ الحركة في البلدة طبيعية جداً ما خلا انتقال بعض الحالات المرضية الخاصة، لكن سكان البلدة يتنقّلون براحتهم وبشكل طبيعي بالكامل.

من جانبه، يوضح رئيس بلدية الضهيرة عبد الله غريب في حديثه لـ"النهار"، أنّ مَن ترك البلدة هم العائلات المكوّنة من نساء وأطفال، منهم مَن توجّه إلى صيدا، ومنهم مَن توجّه إلى قوات اليونيفيل لدى الكتيبة الغانية ليبيتوا ليلاً هناك. لكن حوالي 40 في المئة من سكان البلدة متمسّكون بالبقاء في منازلهم حتى وإن اشتدّت الأحداث الأمنية، والحركة في البلدة حذرة ويخرج الناس لشراء حاجياتهم فقط، والمدارس مقفلة.

يورد مصدر لـ"النهار" أنّه "لا خطة نزوح من قبل الحزب بل خطة صمود تتماشى مع حجم المواجهة الراهنة عند النقاط الحدودية، وحالياً في إطار رد ورد مقابل وليس حرباً". وأُعطي لكل بلدية الخيار في ما تراه مناسباً من إجراءات لاتخاذها ولم يُوعزَ لأي بلدية ولم يتم التنسيق مع أي منها حول خطة نزوح.

وكمرحلة أولى، وفيما ليس هناك أي رغبة لدى أهل بلدات الجنوب بترك قراهم، قد يتطوّر الوضع الأمني عند الحدود فقط، ويضطر أهالي البلدات الحدودية لترك بلداتهم والنزوح إلى مدينة صور أو إخلاء الخط الأمامي، أي خط المواجهات المباشرة، والتوجّه إلى قرى الداخل غير الحدودية، وهنا قد تكون هناك أماكن لتجمّع النازحين ويتم تأمين جميع حاجيات النازحين فيها، بحسب المصدر.

كذلك، إذا اشتدّ القصف ووصل إلى النبطية بالتحديد، تُنقل جميع تجهيزات المستشفيات المحيطة إلى المستشفيات المركزية في النبطية، حيث يمكن استقبال الحالات الخاصة. وإذا ما استدعت أي حالة النقل إلى مستشفيات أخرى، تنتقل من النبطية.

وترى مصادر أخرى لـ"النهار" أنّ الحزب لطالما وضع خططاً لحالات الأحداث الأمنية، بالتنسيق مع الجهات المركزية والبلديات، وكل خطة تأتي في ظرفها المناسب ووقتها وهي خطط غير جديدة أو مستجَدة الآن. فمنطقة الجنوب من حاصبيا حتى صور مجهَّزة منذ وقت طويل بالإسعافات وأجهزة الإطفاء وأجهزة الإنقاذ وغيرها من الأجهزة استعداداً لأيّ حال طوارئ، وتشكّل هذه الأنظمة جزءاً من الخطط".

 كذلك، "هناك جهوزية على المستوى الاجتماعي لأي حدث قد يستجد في الأحداث الأمنية"، لكن حالياً نشهد حالة استقرار في المنطقة إجمالاً والسكان يتحلّون بمعنويات عالية وحركة النزوح محدودة جداً، والحركة في القرى شبه طبيعية بالكامل. ويجري الإعداد لسيناريو النزوح إذا ما اشتدت الأحداث الأمنية في مناطق محددة.

من جهته، بذكر رئيس اتحاد بلديات قضاء صور ورئيس بلدية صور حسن دبوق في حديثه لـ"النهار" أنّ وحدة إدارة الكوارث في اتحاد البلديات وفرق المستجيب الأول على الأرض في الكشاف على نطاق الاتحاد، يتولّون موضوع نزوح الناس إلى صور من جراء الأحداث الأمنية الراهنة، بالتعاون مع القوى الأمنية والصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية والدولية.

حالياً، استقبلت مدينة صور مئات النازحين من القرى الحدودية من جراء الأحداث الأمنية في الأيام الماضية، وتم إيواء بعضهم في تكميلية صور الرسمية والمهنية الرسمية، ومنهم مَن بات لدى أقربائه ومنهم مَن استأجر منزلاً.

وحتى الآن، تتكفّل المنظمات غير الحكومية والدولية بتأمين جميع مستلزماتهم، فيما وضع البلديات مستنزَف. وإذا تطوّر الوضع، فلدى اتحاد قضاء صور معرفة في إدارة الكوارث خلال الحرب من جراء ما مرّ عليهم خلال حرب 2006، قبل إنشاء وحدة الكوارث.