هل نجح "الحزب" في وضع الجيش بمواجهة إسرائيل؟

طرح ما جرى في بليدا وفي غيرها من القرى الحدودية، أكثر من علامة استفهام حول نيات إسرائيل تجاه لبنان، وتصميمها على منع سكان هذه القرى من العودة اليها، والى أملاكهم وأرزاقهم. إذا كان الاتفاق على وقف الأعمال العدائية قضى بتراجع "حزب الله" الى شمال الليطاني وإبقاء منطقة جنوب الليطاني خالية من السلاح والمسلحين وفي عهدة الجيش اللبناني، فما ذنب السكان المدنيين العزل ليتم التنكيل بهم بهذه الطريقة؟ 

أفادت مصادر مطلعة جريدة "الأنباء" الالكترونية بأن اسرائيل ومنذ التوقيع على اتفاق شرم الشيخ، وبضوء أخضر اميركي، أمرت بنقل ألويتها المدرعة من غزة الى الشمال لاعادة انتشارها على طول الحدود مع لبنان تحسباً لعمل عسكري كبير بدأت بالتخطيط له منذ مدة، يقضي بإفراغ القرى الحدودية من سكانها وايجاد منطقة عازلة بعمق 10كيلومترات تحت عنوان انشاء منطقة صناعية وسياحية واقتصادية باشراف الولايات المتحدة الأميركية، واسرائيل تؤمن فرص عمل لحوالي نصف مليون شخص معظمهم من أبناء الجنوب.
ورأت المصادر أن الهدف من ذلك ايجاد بديل مادي للشباب الجنوبي قد يغنيهم عن الانخراط في "حزب الله" وتعريض حياتهم لخطر الموت، لأن اسرائيل لن تدع الحزب يعود الى ما كان عليه من قوة عسكرية وسياسية كما كان عليه الحال قبل أيلول 2024.

ولفتت المصادر الى أن اسرائيل بدأت بالتخطيط لمشروعها هذا انطلاقاً من اتهام "حزب الله" باعادة بناء ترسانته العسكرية، والعمل على تهريب السلاح عن طريق البر والبحر من خلال بعض المعابر والمرافئ التي لا يزال يسيطر عليها، فضلاً عن اتهامه بتنفيذ أجندة ايرانية واعادة تدعيم منظومة الحشد الشعبي العراقي والحوثيين في اليمن بعد هزيمة "حماس" في غزة، ما قد يؤدي حتماً الى تجدد الحرب بين اسرائيل و"حزب الله".

واعتبرت المصادر أن دعوة رئيس الجمهورية جوزاف عون الجيش الى الرد على الاعتداءات الاسرائيلية يعني في مكان ما أن "حزب الله" نجح في وضع الجيش بمواجهة اسرائيل رغم ضعف الامكانات العسكرية، مشيرة إلى أنه في حال فشلت المساعي الدبلوماسية وبقيت قضية سحب السلاح معلقة بموقف "حزب الله" الرافض تسليم سلاحه،  فإن خطر تجدد الحرب بين اسرائيل والحزب يبقى وارداً، ما قد يؤدي الى هزيمة "حزب الله" مرة جديدة وتراجع الاهتمام الدولي بلبنان.