المصدر: وكالة أخبار اليوم
الجمعة 10 كانون الاول 2021 18:25:25
كتبت رانيا شخطورة في وكالة أخبار اليوم:
ليست المرة الاولى التي يشهد فيها العالم تفشي وباء... اذ ان هذه الظاهرة تجددت مع وباء كورونا، الذي يرزح العالم تحت وطأته منذ عامين كاملين، ويشهد تجدد الموجات وتحورا لتركيبة الفيروس نفسه.
وكان اشرس الفيروسات التي ضرب العالم بحسب المراجع التاريخية "الإنفلونزا الإسبانية" التي اجتاحت العالم بين أيلول 1918 ونيسان 1919، حصدت الجائحة آنذاك أرواح ما يقارب 50 مليون شخص فيما أصيب بها نحو 500 مليون شخص حول العالم.
هذا الفيروس الوبائي الشرس، الذي لم يعرف سببه آنذاك وقتل أكثر بخمس أضعاف من عدد الذين أودت بحياتهم الحرب العالمية الأولى، كان سريع التفشي، إذ -على غرار كورونا- كان ينتقل عن طريق الرذاذ عند التحدث أو العطس وغيرها من الأفعال الاعتيادية. أما أعراض المرض فقد كانت مشابهة لأعراض الإنفلونزا الموسمية المعتادة، إلا أنها أكثر شراسة وأسرع انتشارا... وهنا ايضا العوارض شبيهة للعوارض الناجمة عن الاصابة بكورونا.
وبعد ثلاث موجات للإنفلونزا الإسبانية، اختفى الوباء، ويقول خبراء في الطبّ أن الأوبئة بشكل عام "تنتهي تدريجيا، وإن لم يتم اتخاذ تدابير الصحة العامة. وذلك قد يكون من خلال ما يعرف بالمناعة الجماعية او التحور بشكل اقل فتكا، فتختفي فاعليته الى الحدود القصوى على غرار الانفلونزا الاسبانية.
ولكن في المقابل هناك فيروسات كـ"الجدري" الذي أعلن اندثاره في السبعينيات بفضل جهد حثيث لبرامج التطعيم.
اما كوفيد -19، فهو كلما هدأت موجة، يطل مجددا بتحور اي حين تحصل تغييرات في البروتين الشوكي (البروتين الذي يشكل أكليل الأشواك أو النتوءات المحيطة بالفيروس)، وهو جزء من الفيروس يخترق الخلايا البشرية.
وبعد دلتا وغاما وبيتا وألفا، ها هو متحور اوميكرون يتنقل بين دول العالم، ولكن "الايجابي"، هو ما كشفته منظمة الصحة العالمية، في أحدث تقرير لها عن الحالة الوبائية، أن هذا المتحور أقل خطورة من متحور دلتا.
فهل بدأ كورونا يتحور ليصل الى مرحلة يفقد فيها فاعليته؟
يرى رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي، عبر وكالة "أخبار اليوم" اننا حتى اللحظة ما زالنا امام وباء منتشر في كل دول العالم، شارحا ان اوميكرون سريع الانتشار كونه يحتوي على 32 طفرة على الشوكة البروتينية، وهي التي تؤدي الى سرعة انتقال العدوى خلال ثوانٍ بعكس المتحورات السابقة التي كانت تحتاج الى نحو 15 دقيقة.
ويضيف: اما بالنسبة الى حدية العوارض، فتفيد التقارير الآتية من الدول حيث انتشر هذا المتحور، بانه ليس فتّاكا، لكن الامر يحتاج ايضا الى المزيد من الاثباتات والدراسات.
وماذا عن اللقاحات؟ يلفت عراجي الى ان الشركات المصنعة من فايزر واسترازينيكا وغيرها تدرس الوضع لجهة فاعلية اللقاح، وهذا الامر يحتاج الى بضعة اسابيع قبل التأكد من جدوى اللقاح في مواجهة اوميكرون، ولكن يشدد عراجي على ان كل اللقاحات تعطي مناعة- وان بنسب متفاوتة- وتخفف من حدية العوارض وبالتالي الحاجة الى دخول المستشفى.
وهنا يشدد عراجي على ضرورة تلقي اللقاح الى جانب ضرورة الالتزام باجراءات الوقاية، مشيرا الى ان متحور دلتا خلال فترة قصيرة انتقل الى كل دول العالم، وليس مستغربا ان ينتقل اوميكرون الى كل دول العالم.
اما بالنسبة الى الوضع في لبنان، فيوضح عراجي، ليس هناك اتجاه او توصية باقفال البلد، نظرا الى الوضع الاقتصادي الصعب جدا، لذا نحث على اللقاح والتزام اجراءات التباعد، كي لا يتكرر مشهد التفشي الواسع الذي شهدناه في مطلع العام الجاري بعد الاحتفال بالاعياد. لان القطاع الصحي لا يحتمل، وفاعلية المستشفيات تدنت جدا عما كانت عليه في شهر كانون الثاني الفائت، فضلا عن ان عددا من الاطباء والممرضين غادروا البلد، اضف الى ذلك الكلفة المرتفعة للادوية، والمستشفيات غير قادرة على مواجهة اي تفشي واسع وليس لديها الجهوزية خاصة وان نحو 50% منها اقفل اقسام كورونا.