هل يترشح السنيورة شخصيًا؟

أشار عضو كتلة الوسط المستقل، النائب علي درويش عبر الـ "الانباء الالكترونية"، إلى أنّ موضوع ترشيح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيُعلن في اليومين المقبلين، وهو قد يعلنه بنفسه، وأنّه على تواصلٍ مع الرئيس فؤاد السنيورة من بوابة نادي رؤساء الحكومات السابقين، وأنّ المعطيات لديه تشير إلى أنّ السنيورة لن يترشّح شخصياُ إنّما قد يكون له دور معين في ساحة معيّنة على حد تعبيره.

في هذه الأثناء، محاولات بعض المستفيدين من تطيير الانتخابات لا تزال مستمرة، وهذه المرّة بحجة غياب التمويل، وهو ما أثار لغطاً حول عملية تمويل الانتخابات وإمكانية تأجيلها لعدم توفر المال اللّازم. وقد كشف النائب درويش في حديثه مع "الأنباء" الإلكترونية عن مبلغٍ تمّ إقراره لتغطية كلفة الانتخابات، وقد تكون هناك تكاليف إضافية، لافتاً إلى ما أعلنه الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي أنّ هذه المسألة لا تشكّل حجر عثرة، ويمكن تأمينها عن طريق فتح اعتمادٍ يساعد على تغطية كل النفقات. وقد عاد وأكّد وزير الداخلية أنّ الرئيس نبيه بري سيدعو لجلسة نيابية قريباً بهذا الخصوص. 

وعلمت «الشرق الأوسط» بأن السنيورة قطع شوطاً على طريق وضع اللمسات الأخيرة على لائحة المرشّحين التي يرعاها شخصياً مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبمواكبة من رئيس الحكومة الأسبق تمّام سلام، الذي هو على اطلاع على المشاورات التي يجريها السنيورة من دون أن يلتزم بأي من الخيارات السياسية، كونه كان السبّاق في عزوفه عن خوض الانتخابات.
وتردّد بأن نواة اللائحة التي يرعاها السنيورة تتشكّل من الوزيرين السابقين: القاضي خالد قباني، والأستاذ الجامعي حسن منيمنة، والأستاذة الجامعية لينا التنّير، والمحامي ماجد دمشقية، ومن المرجّح أن تضم النائب السابق عن «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت (عن السنة)، والأستاذة الجامعية منى فيّاض (عن الشيعة)، والنائب فيصل الصايغ مرشح «اللقاء الديمقراطي» عن الدروز، والأرثوذكسي ميشال فلاح، والإنجيلي جورج حداد، من دون استبعاد إدخال تعديل على المرشحين، بضم ممثّلين عن كبرى العائلات البيروتية التي يتواصل معها السنيورة، لعله يتمكّن بالتعاون معها من استنهاض الشارع السّنّي، لمنع محور «الممانعة» من السيطرة على العدد الأكبر من المقاعد.
أما على صعيد الدوائر الانتخابية في شمال لبنان، وتحديداً تلك ذات الثّقل السّنّي، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة للمشاورات بين ميقاتي والسنيورة، أنهما التقيا قبل ظهر أمس، في حضور الوزير السابق أحمد فتفت. وقالت هذه المصادر بأن البحث تمحور بالدرجة الأولى حول تشكيل لائحة موحّدة عن دائرة طرابلس- الضنّية- المنية (11 مقعداً) على أن يكون لميقاتي دور فاعل في تشكيلها، رغم أنه باقٍ على قراره بعدم خوض الانتخابات.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن ميقاتي والسنيورة ينطلقان في غربلتهما لأسماء المرشحين من استبعاد التعاون مع مرشحين يمكن أن يشكّلوا تحدّياً للرئيس الحريري، شرط ألا ينسحب على نائب الرئيس السابق لتيار «المستقبل» مصطفى علوش الذي تقدّم باستقالته للحريري، مع أن استبعاده يمكن أن يؤدي إلى تعثّر التحالف، علماً بأن علوش يتواصل حالياً مع «الجماعة الإسلامية»، ولديه نيّة للتعاون في طرابلس مع مرشحات ومرشحين من الوجوه الجديدة التي تشارك في الاحتجاجات التي ينظّمها الحراك المدني في عاصمة الشمال.