المصدر: اللواء
الكاتب: معروف الداعوق
الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025 07:57:34
يستفحل الانقسام الداخلي، ليشمل القضايا والمسائل الاساسية المطروحة، وفي مقدمتها تسريع خطى الدولة لتنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة وحدها، تنفيذا لاتفاق وقف الاعمال العدائية بين حزب الله واسرائيل والقرار ١٧٠١، والبيان الوزاري للحكومة، بعد رفض حزب الله الامتثال لهذا القرار، بإيعاز ايراني واضح، بالرغم من فشل هذا السلاح بحماية لبنان، كما كان يروّج الحزب لذلك خلال السنوات الماضية، وسقوط كل وظائف وذرائع الاحتفاظ بهذا السلاح، بعد حرب «الاسناد»، ما تسبب بتذرع اسرائيل بهذا الواقع للاستمرار باعتداءاتها اليومية، واستهدافها لمواقع الحزب وعناصره، وما تبقى من مستودعات سلاحه اينما كانت، ما ابقى لبنان عموما والجنوب خصوصاً، في حالة متردية وغير مستقرة، تتطلب جهداً ومساعٍ، محلية وخارجية للخروج من هذه الوضعية المتردية، الى حال اكثر استقراراً.
لم يقتصر الانقسام حول تسليم سلاح الحزب فقط بل تعداه ليشمل طرح رئيس الجمهورية لاجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل لحل المشاكل القائمة معها، وفي مقدمتها، التزام اسرائيل انهاء الاحتلال الاسرائيلي للتلال الخمس جنوباً، ووقف اعتداءاتها واستهداف عناصر ومواقع الحزب، داخل لبنان، واطلاق سراح الاسرى، وحل المشاكل والخلافات على الحدود، ما ادى الى عرقلة ملحوظة لتسويق هذا القرار بإيعاز من ايران، ومنع وضعه موضع التنفيذ الفعلي، الامر الذي ابقى لبنان، كما الحزب نفسه تحت نار القصف والاعتداءات وعمليات الاغتيال الاسرائيلي، وانكماش انطلاقة الدولة في مختلف المجالات، كم هي الحال في الوقت الحاضر.
ومع زيارة كل من مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد والموفدة الاميركية اورتاغوس الى لبنان اليوم، ينتظر ان تتركز النقاشات على الافكار والاقتراحات المطلوبة، لايجاد حل للاوضاع المتردية بين لبنان واسرائيل، انطلاقا مما تحقق لانهاء الحرب بين حركة «حماس» واسرائيل في قطاع غزّة، والاستفادة من الاندفاعة الخارجية هذه، لحل الازمة القائمة بين لبنان واسرائيل، واعتبارها بمثابة فرصة مهمة، يتوجب على المسؤولين اللبنانيين التقاطها، والتعاطي معها بانفتاح وايجابية، للخروج من المأزق الحالي، لان البديل للحل السلمي المطلوب، هو استمرار حالة التصعيد العسكري، وتوقع زيادة وتيرته ما دامت افق التفاهمات الديبلوماسية مسدودة.
ولتلافي مزيد من التدهور الممكن حصوله، يتوجب على اللبنانيين، انهاء حالة الانقسام السياسي بينهما، والتفاهم على صيغة موحدة لخوض المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، املا في تحقيق اختراق ملموس للازمة الحالية وامكانية التوصل لحل يرضي الجميع.
اتفاق اللبنانيين على انهاء الانقسام بينهم، وعلى صيغة موحدة لحل الازمة القائمة مع اسرائيل، يسقط حجة الاخيرة، للتهرب من الحلول المطروحة، وابقاء ضغطها العسكري قائما على لبنان، ويضع الولايات المتحدة الاميركية والدول الصديقة امام مسؤولياتهم، للمساعدة، ولاخراج الحل المطلوب الى حيِّز التنفيذ، أُسوة بما تحقق لانهاء حرب غزّة مؤخراً.