المصدر: النهار
الكاتب: نايلة تويني
الاثنين 10 آذار 2025 07:22:16
للمرة الثانية في غضون شهر، يعلو صوت البطريرك الارثوذكسي يوحنا العاشر لنصرة سوريا الوطن، والتعدد، والتنوع، واحترام الاخر، وصون كرامته. يعلي الصوت دفاعاً عن الدولة، ومطالبة بها، في مواجهة فلول او عصابات او زعران او اصوليين يريدون تغيير وجه الدولة والمنطقة، ويستعملون الاساليب الارهابية التي استعملها النظام الساقط.
لا نريد التدخل في الشأن السوري الذي طالما شكونا من تدخله الفاضح في كل شان لبناني، لكننا نرجو لسوريا الدولة الاستقرار، لأننا محكومون بالجيرة معها، وتقوم روابط ما بين الشعبين، ونتمنى لهما المصالحة، كما للدولتين على اساس الحرية والسيادة والاستقلال والتعاون.
ما يجري في سوريا، معقد الى حد كبير، لكنه ينذر بانفراط عقد الدولة، وسواد الفوضى، والارهاب والتكفير والقتل على الهوية الذي مارسه النظام ومعارضوه الدواعش، قبل ان يستقر الأمر على نظام جديد قدّم نفسه للناس، متقدماً حضارياً، فاهماً تاريخ سوريا وتركيبتها. وهو ما دفع الدول والأمم الى مدّ الايدي للتعاون معه.
الذين قتلوا ويقتلون في مدن الساحل السوري، كما قال البطريرك يوحنا، "ليسوا جميعهم من فلول النظام، بل إن غالبيتهم من المدنيين الأبرياء والعزَّل ومن النساء والأطفال"، وهذا امر خطير سواء ارتكب من امن النظام الجديد او من خارجين على القانون.
وللمحافظة على سوريا ومنع انجرارها الى حروب وفتن، نؤيد ما ذهب اليه البطريرك في دعوته الى لجنة تقصي حقائق ومعه نردد: نداؤنا إلى الرئيس الشرع أن تدفعوا باتجاه المصالحة الوطنية والسلم الأهلي والتعايش السلمي واحترام الحريات كقيمة عليا في المجتمع القائم على مبدأ المواطنة.