المصدر: المدن
الكاتب: ندى اندراوس
الأربعاء 25 كانون الاول 2024 21:31:01
بذلك، يكون هؤلاء انضمّوا إلى الكتل الرافضة أساساً وصول قائد الجيش إلى الرئاسة.
فهل يكون للبنان رئيس في التاسع من كانون الثاني من العام الجديد؟
الرئيس المدني
مصادر سياسية رفيعة قالت لـ"المدن" إنّ البحث جار عن مرشّح مدني إصلاحي وتوافقي، بعدما تأكّد الجميع أنّ محاولات فرض مرشّح يحظى برعاية خارجية وإذعان داخلي، بالإشارة إلى قائد الجيش من جهة، ومحاولة استبدال مرشّح الثنائي أمل-حزب الله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بمرشّح أكثر ليونة، بالإشارة إلى العميد جورج خوري أو المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري من جهة أخرى".
لكن هذا الرئيس بالمواصفات الثلاثية لا يبدو أنّه سيُنتخب في التاسع من كانون الثاني.
"صحيح أنّ موعد الجلسة قريب، لكنّ التوافق بعيد"، شدّدت المصادر السياسية لـ"المدن". هذا يعني أنّ جلسة الانتخاب قد لا تنتج رئيساً، أضف الى ذلك "كلّما ارتفع عدد المرشحين كلّما توزعت أصوات النواب، وضعف الأمل بانتخاب رئيس".
معادلة فرنجية عون
صحيح أنّ عدم انسحاب سليمان فرنجية من السباق الرئاسي فاجأ حليفه الرئيس نبيه بري قبل خصومه، لكنّه في الوقت ذاته خدم تكتيك "الثنائي" الرئاسي.
"فالثنائي لم يعلن صراحة سحب ترشيح سليمان فرنجية، ليؤكّد بذلك رفضه ترشيح قائد الجيش من دون المواجهة المباشرة معه"، بحسب ما كشفت مصادر مطلعة على موقف الثنائي.
وبالتالي السؤال المطروح اليوم: "هل تتغير معادلة فرنجية - أزعور لتصبح فرنجية - عون ويُحرق الإثنان، كما حصل مع فرنجية - أزعور؟
تجيب المصادر "يعود أزعور إلى الواجهة من باب الأسماء التوافقية، وإن كانت حظوظه بين آخرين غير متكافئة".
هذا هو جوهر المعادلة التي طرحها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: "سليمان فرنجية هو الرابح إذا انسحب، لأنّه ربح احترام الناس وتجنّب الفشل في عهده. كذلك جوزيف عون إذا لم يكمل وانسحب، فهو الرابح لأنّه يعرف أنّ هناك دستوراً يجب احترامه، وهو يخالف هذا الدستور بترشّحه من خارج الآلية التي نصّ عليها هذا الدستور."
عودة هوكشتاين
في هذا الوقت، تنتظر بيروت عودة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين تحت عنوان تثبيت وتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الذي تخرقه إسرائيل يومياً.
سياسيا، يعلم العارفون بالاتفاق الذي أنجز مع هوكشتاين أنّ مندرّجاته التي أنهت الحرب تشمل الملف الرئاسي، "مع العلم أنّ أيّ فريق سياسي لم يلمس ضغطاً أميركيّاً لمصلحة مرشّح على حساب آخر، وإن كان البعض يسوّق أن الولايات المتحدة الأميركية أوعزت لأصدقائها في لبنان أنّ مرشحها المفضل هو قائد الجيش". لكن هل الإدارة الديموقراطية المغادرة بعد أيام من تاريخ جلسة الانتخاب في لبنان، وفي ظلّ تعثر التوافق على الرئاسة حتّى الآن، ستنجح في تحقيق إنجاز ثان في لبنان، بعدما "نجحت في تحقيق الأول من خلال اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟" والأهم الأهم، هل ما فُرض على حزب الله ومعه الرئيس نبيه بري تحت النار والعنف والقتل والتدمير والأرض المحروقة من قبل إسرائيل لوقف النار، يمكن أن تفرضه أيّ جهة على الثنائي في الرئاسة، وأيّ فريق سياسي آخر، وبأيّ أداة فرض وقوة؟