المصدر: النهار
الكاتب: غسان حجار
الخميس 15 كانون الاول 2022 09:32:44
مفاجأة الاوساط السياسية اللبنانية بقول السفير الاميركي السابق في بيروت ديفيد هيل بان الشلل يصيب لبنان وقد يمتد أشهراً أو سنوات، يؤكد ان العرب شعب لا يقرأ، واللبنانيون منهم، رغم تعاليهم (سابقا) على كل المحيطين في الدول العربية القريبة والبعيدة، قبل ان يحوّلوا أنظارهم ويجعلوا دبي قبلتهم ومحط إعجابهم، حتى ليصدق القول "اعطونا حكّام الامارات شهراً أو سنة، وخذوا الطاقم السياسي اللبناني وافعلوا به ما تشاؤون".
قبل أيام، أشار هيل الذي يزور لبنان بصفته رئيساً لـ "مركز ويلسون للدراسات" في لقاء خاص جمعه مع عدد من الاصدقاء، الى ان الفراغ الرئاسي قد يمتد سنوات وليس شهوراً. وقوله ايضا "إن لبنان ليس في أولويات الخارج، وإذا ما تم انتخاب رئيس، فسيبقى الفراغ سنوات".
وتابع: "في لحظات الخلافات الداخلية الحادة، يتطلع العديد من اللبنانيين إلى الجهات الفاعلة، الإقليمية والدولية، على أمل التدخل وفرض حلول ما. ومع ذلك، فمن المرجح أن يكون اللاعبون الأجانب إما راضين عن الشلل اللبناني، أو غير راغبين في التوصل الى تسويات أو حلول وسط على حساب وكلائهم، أو أنهم يواجهون صعوبة ما في ربط النقاط بين الديناميكيات اللبنانية ومشاكل الشرق الأوسط الأوسع نطاقاً. ثمة احتمال أن يسعى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى رعاية حوار بين اللبنانيين حول صيغ جديدة وجريئة لإدارة الحكم في البلاد. لكن مثل هذا النهج فيه ما يكفي من المخاطرة لفتح "صندوق باندورا" من التوتر والصراع الطائفي الجاهز للاستغلال من قِبل حزب الله".
ما قاله هيل في الأمس، يكرره اليوم، لكن المصيبة تكمن في ان الداخل يُذهل لكلامه ويردده لأيام واسابيع قبل ان يعود الى وتيرة التعطيل والنكايات.
ما يؤكده الديبلوماسي الاميركي السابق ان لبنان ليس في اولويات السياسة العالمية، خصوصا في ظل الحرب، شبه الكونية، التي تخاض على ارض اوكرانيا، لان مصيرها سيبدل كثيرا في السياسات الدولية.
تقدَّم لبنان على اجندة الدول جميعها، قبيل ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، لم يكن هو الهدف، ولا الابداع اللبناني ومزايدات السياسيين، والتهديد والوعيد، هي التي دفعت الى اتمام الملف، انما تلاقي المصالح الدولية، بدفع اميركي سرعان ما بدأ يتراجع بعد "الانجاز"، ليعود لبنان "ورقة" تساوم عليها واشنطن وطهران، وسيبقى الامر على ما هو ما لم يحدث خرق، ربما فرنسي أو قطري، يحرك المياه الراكدة. وفي الانتظار قد يكون الحوار مفيداً لنزع فتيل الانفجار