واشنطن بوست: خيارات ترامب ضد فنزويلا "تتضاءل"

يرى تحليل أمريكي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بات يواجه تضييقاً متسارعاً في خياراته تجاه فنزويلا، في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق شمل ضربات بحرية أودت بحياة أكثر من 100 شخص، وإعلان ما يشبه حصاراً أحادياً لناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات.

وبحسب تقرير لـ"واشنطن بوست"، جاء التصعيد بعد أن أعلن ترامب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن فنزويلا "سرقت النفط والأراضي وأصولاً أخرى" من الولايات المتحدة لتمويل أنشطة إجرامية، في إشارة إلى قرارات التأميم التي اتخذتها كاراكاس قبل عقود وفسخها عقوداً مع شركات نفط أمريكية.
وهدد ترامب بتوسيع العمليات العسكرية في البحر الكاريبي ما لم تتم إعادة ما وصفه بـ"الممتلكات الأمريكية فوراً"، متوعداً بأن الصدمة ستكون "غير مسبوقة".

وأشار التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية نفذت حتى الآن 28 ضربة ضد قوارب يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 104 أشخاص، بالتوازي مع إعلان "حصار" للسفن التي تنقل النفط الفنزويلي الخاضع للعقوبات.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوات كشفت تخلي البيت الأبيض عملياً عن الرواية المعلنة بأن الهدف يقتصر على مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، في مقابل سعي واضح لإضعاف أو إسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

ونقل عن مصدر مطلع على تفكير الإدارة الأمريكية، قوله إن مادورو، الذي يواجه لائحة اتهام أمريكية منذ عام 2020 بتهم تتعلق بالاتجار بالمخدرات، جرى تصنيفه بوصفه "زعيم كارتل إرهابي أجنبي"، مضيفاً أن "نهايته ستكون إما بالمحاكمة أو التفاوض على منفى في دولة ثالثة".

لكن الصحيفة لفتت إلى أن استمرار مادورو في السلطة جعل خيارات ترامب محدودة، بين تصعيد عسكري أوسع قد يشمل ضربات جوية داخل الأراضي الفنزويلية، أو الانسحاب السياسي بما قد يُفسر كهزيمة. ونقلت عن مسؤولين وخبراء أن أي عملية برية ستكون مكلفة سياسياً وعسكرياً، ولا تنسجم مع تعهد ترامب المتكرر بـ"عدم خوض حروب جديدة".

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، قوله إن إظهار هذا الحجم من القوة دون إسقاط مادورو سيكون "خطأً استراتيجياً"، متسائلاً عما إذا كان هدف الإدارة هو الإطاحة بالرئيس الفنزويلي فعلياً أم الاكتفاء بالضغط العسكري.
وسلط التقرير الضوء على أبعاد سياسية داخلية تقف خلف تشدد ترامب، من بينها تركيز استراتيجي جديد على نصف الكرة الغربي، ودور شخصيات بارزة في إدارته مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي ترى "واشنطن بوست" أنه يعتبر فنزويلا مفتاحاً لضرب النفوذ الكوبي في المنطقة، إضافة إلى نائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر، الذي يوظف ملف الهجرة الفنزويلية في إطار الخطاب المتشدد للإدارة.