المصدر: وكالات
الجمعة 13 كانون الاول 2024 07:54:24
أفادت وكالة "رويترز" بأنّ مراسليها في دمشق عثروا على وثيقة في مقرّ المخابرات الجوية بالعاصمة السورية، تُظهر جانباً من الحالة التنظيمية السيّئة لقوّات الجيش السوري قُبيل سقوط النظام.
وأشارت إلى أنه "في 28 تشرين الثاني (نوفمبر)، أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلّحة أوامر لجميع القوات بأن تكون على أهبّة الاستعداد القتالي"، أي قبل 5 أيام من سقوط النظام في 2 كانون الأول (ديسمبر) 2024.
وبحسب "رويترز"، فإنّه "في مؤشّر على القلق الشديد الذي انتاب النظام السوري، اتّهمت الإدارة العامة للمخابرات الجوية السورية، وهي من الأجهزة الرئيسية المقرّبة من عائلة الأسد، رجالها بالتراخي في نقاط الحراسة في شتّى أنحاء البلاد بعد أن اجتاحت المعارضة المسلحة إحدى نقاط التفتيش في الجنوب في الأول من كانون الأول (ديسمبر)، وحذّرتهم من عقاب شديد إذا لم يقاتلوا"، وفقاً للوثيقة.
ونقلت الوكالة، في تقرير تحدّثت فيه عن سبب انهيار الجيش السوري، عن عدد كبير من المصادر قولها، إنَّه "رغم الأوامر والتهديدات، بدأت أعداد متزايدة من الجنود والضباط في الفرار، بدلاً من مواجهة المعارضة المسلّحة، وشوهد الجنود وهم يغادرون مواقعهم ويرتدون ملابس مدنيّة ويعودون إلى منازلهم. كما وجد صحافيو "رويترز" الذين دخلوا سوريا يوم الأحد (يوم سقوط النظام)، أنّ "الزّيَّ العسكري ما زال متناثراً في شوارع دمشق".
ونقلت الوكالة أيضاً في تقريرها، عن ضابط مخابرات عسكرية كبير في الخدمة قوله- من دون كشف هويته- إنَّ "الغضب في صفوف العساكر تصاعد على وجه الخصوص في العام المنصرم، مضيفاً أنه كان هناك سخط متزايد تجاه الرئيس السابق بشار الأسد حتى بين كبار مؤيديه المنتمين إلى الطائفة العلوية"، وفق تعبيره.
وأوضح اثنان من الضباط، أحدهما تقاعد في الآونة الأخيرة والآخر انشق، أن غضب الكثير من الضباط أصحاب الرتب المتوسطة تصاعد في الأعوام القليلة الماضية، لأنّ تضحيات الجيش وانتصاراته في أثناء الحرب لم تُترجَم إلى تحسين الرواتب والظروف والموارد، كما كان الفساد وضعف الروح المعنوية متفشّيَين في صفوف الجيش.
وفي أقل من أسبوعين، كان المسلّحون قد اقتحموا العاصمة دمشق، وأسقطوا نظام الأسد، بينما تلاشى جيشه ببساطة. وقد أنهت هذه الهزيمة المفاجئة صراعاً دام 13 عاماً أسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص.