المصدر: نداء الوطن
الكاتب: سناء الجاك
السبت 27 كانون الاول 2025 07:33:53
قال الجنرال أحمد وحيدي، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إن إسرائيل "لا تجرؤ على خوض حرب برّية مع "حزب الله" في لبنان"، وأضاف أن "الحزب كبّل جيش إسرائيل ومنعه من تحقيق أهدافه".
معذور الجنرال، فالظاهر أنه لم يسمع بخبر اختفاء النقيب المتقاعد أحمد شكر مع ترجيح أن تكون إسرائيل قد اختطفته، ومعلومات عن أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من التخطيط والتنفيذ "على رواق" لعملية استدراج للمخطوف، مع معلومات عن أن الخاطفين، وبكل حرية وأريحية، "كانوا استأجروا منزلًا في زحلة، وأزالوا كل بصماتهم منه" بعد انجاز عمليتهم.
وأيضًا، لم يأته خبر دخول صحافي إسرائيلي بجواز سفر أجنبي إلى لبنان، ليقوم بزيارة غير مسبوقة، إلى ضريح الأمين العام السابق لـ "حزب الله" حسن نصر الله، ويكتب تحقيقًا موثقًا بالصور عن هذه الزيارة.
أو لعل الجنرال يعلم لكنه يرفض الإقرار بأن "العدو المكبل" لا يكتفي بنشاطه الحالي على جبهة الاعتداءات اليومية، ليضيف إليها مثل هذين الحدثين النوعيين في عمق الربوع اللبنانية، ويتعامى عن أن خاصرة "حزب الله" مثقوبة وهمّ أمينه العام طمأنة العدو إلى مستعمراته الشمالية.
أو أنه بهذا "التحدي" يعمل على تكبير حجم "الحزب" وتضخيم قدراته العسكرية لاستجرار حرب برية على لبنان، لعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتلهى بها، وينسى خطته التي يكثر الحديث عنها بشأن "هجوم جديد على إيران" سوف يعرضها على الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته واشنطن، حسبما ورد في تقارير أميركية.
أو ربما يدرك المسؤولون الإيرانيون أن "الحزب" يعيش مأزقًا وجوديًا، وقد يخسرون ورقته إن لم يعيدوه إلى القتال، لاستنهاض ما تبقى من كوادره. عندها لن يعلو صوت فوق صوت المعارك، ما قد يؤدي إلى شد عصب، يغلِّب رص الصفوف على ما يعتريه من خلافات وتحديات، لا سيما مع رواج شائعات تشي بحالة تفكك داخله، مقرونة بصراع حادٍ على القيادة، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية التي سوف تشكل مختبرًا حقيقيًا لواقع حاله، وتحديدًا في ظل ما يتم تناقله عن إقصاء قيادات "حزب إلهية" مخضرمة عن الندوة البرلمانية لمصلحة شخصيات شعبوية "طارئة".
فأكثر ما يُخيف هؤلاء المسؤولين، بعد فقدان "المرشد الروحي" اللبناني، الذي كان يؤمن مصالحهم، كما كان يفعل نصر الله، هو انفراط العقد القوي الذي كان يُخْرِس أي نشاز خارج عن الانصياع الأعمى للفتاوى الشرعية. كما أن تصريحات مسؤولين في "الحزب" أو شخصيات تدور في الفلك الإيراني لم تعد تملك مقومات الإقناع، وتضر أكثر مما تفيد...
وكأنه لا يكفي أهل الجنوب استمرار العدوان الإسرائيلي، ليأتي من يبشرهم بحرب برية، يُتركون فيها وحدهم، بعدما تبين لهم أن إيران كانت إما تضحي بهم أو أنها أعجز من أن تحميهم..
وآخرتها يا جنرال؟؟!!