وساطات ورسائل: واشنطن تعطي طهران فرصا..هل تبددها؟

وصل المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، مساء الأربعاء، إلى طهران، حيث سلّم رسالة ترامب لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وذلك بعد ان كان الرئيس الأميركي كشف، الأسبوع الماضي، أنه أرسل رسالة إلى المرشد "قلت فيها: آمل أن تتفاوضوا لأن دخولنا عسكرياً سيكون شيئاً مروّعاً".

بعد تسلُّم طهران الرسالة، اعتبر المرشد الاعلى علي خامنئي دعوة الرئيس الأميركي إلى التفاوض "محاولة لتضليل الرأي العام الدولي". وقال: نحن جلسنا وتفاوضنا، ونفس الشخص الذي يتحدّث اليوم عن التفاوض، ألغى الاتفاق الذي كان قد استُكمل، ومزّقه، مضيفاً أن "التفاوض مع هذه الإدارة الأميركية لن يؤدي إلى إلغاء العقوبات بل سيزيدها تعقيداً". كما لفت إلى "أنهم يطرحون مطالب جديدة، والمشاكل ستزداد في ضوء مثل هذه المفاوضات"، مؤكداً "أنّنا لا نريد السلاح النووي، ولا نسعى إلى امتلاكه، وقد شرحنا أسباب ذلك سابقاً"، وأن "إيران لا تبحث عن الحرب، لكن إذا ارتكبت الولايات المتحدة وأذنابها حماقة ضدّنا، فالردّ الإيراني سيكون حاسماً ومؤكداً".

وانتقد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الثلثاء، سلوك ترامب تجاه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قائلاً إن "المرء يشعر بالخجل حقاً ممّا فعله ترامب بزيلينسكي". وعن تهديدات الرئيس الأميركي لإيران، أضاف الرئيس الإيراني "يقول: نأمركم بفعل هذا وعدم فعل ذلك، وإلّا سوف أتسبّب لكم بمشاكل. إذا كنت تهدّد، فلن آتي (إلى المفاوضات). اذهب وافعل ما تشاء".

لا يزال الأميركيون يعطون ايران الفرص، ويمدون لها "اليد" للتفاوض ولحل المشاكل العالقة، بالدبلوماسية، ولو بشروط قاسية على طهران. وتقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان بعد تدخل قطر كوسيط بمباركة أميركية، تحركت موسكو على الضفة ذاتها محاولة التقريب بين واشنطن وطهران. وها هي الامارات اليوم، تتدخل ايضا لنقل رسالة الى ايران من الولايات المتحدة تستعجلها الجلوس الى الطاولة.  غير انه وفي مقابل هذه المحاولات التهدوية، طهران تتصلب وتتمسك برفض الحوار وترى انه غير مفيد لا بل سيضرها اكثر، كما قال خامنئي.

بهذا السلوك، تتابع المصادر، لا يترك الإيرانيون لأميركا الا الخيار الأقسى وهم يدفعونها الى الخيار العسكري. فهل هي قادرة على تحمله؟ هل تعتبر انها لا تزال بالقوة الاقليمية ذاتها وان اذرعها لا تزال بخير؟ ام انها بهذا التشدد، تحاول خفض سقف الشروط الاميركية؟

على اي حال، أعلنت الخارجية الصينیة أن مباحثات ثلاثية تشملها وروسيا وإيران حول الملف النووي، ستُعقد في بكين اليوم في 14 آذار.. وستكون هذه المباحثات فرصة جديدة لحث ايران على التجاوب مع المطالب الأميركية، ووقف المكابرة، قبل فوات الاوان، لان احدا لن يكون الى جانبها في اي مواجهة عسكرية، تختم المصادر.