وصَدرَ الحكم... "التبويس" ممنوع والعواطف المتفجِّرَة مُفَجِّرَة!

لا ضرورة للهلع، وهذا صحيح. ولكن لا بدّ من التعاطي الجدّي مع أي واقع "فيروسي" في لبنان، لا سيّما مع ارتفاع مخاطر تحوّله السريع الى وباء، إذا لم يتمّ اتّخاذ الإحتياطات اللّازمة. وإذا كانت الظروف المناخية الدافئة تمنع تكاثر الفيروسات، فإن المخاطر تزداد أيضاً في هذا الإطار، انطلاقاً من أن بعض أيام فصل الشتاء تكون أكثر دفئاً، أحياناً كثيرة، من أيام فصل الربيع، وهو ما يعني أن أي كلام في إطار "كورونا" يجب أن يكون بعيد المدى، والى ما بعد التأكُّد من خلوّ لبنان من الفيروس، بالتمام والكمال.

وفي الإنتظار، نسأل. ماذا عن عدم تخصيص مستشفيات لعلاج الحالات المتعلّقة بهذا الفيروس، فقط، وإخراج كل باقي المرضى منها (المستشفيات)، وتحويلهم الى أخرى، إستثنائياً؟ وماذا لو تمّ انقطاع بعض المواد التي تُستعمَل في التعاطي مع المصابين بـ "كورونا" مستقبلاً (لا علاجات لهذا النّوع من الفيروسات)، انسجاماً مع "ترامبولين" الإعتمادات المالية المخصّصة لاستيراد المواد الطبيّة الأساسية والإعتيادية، أصلاً؟ وهو ما يعني أن وضعاً أسوأ سيكون بانتظارنا، إذا تمّ انتشار الفيروس على نطاق أوسع مستقبلاً، لا سمح الله. 

صدى...

أشار طبيب الإلتهابات والأمراض المُعدية والجرثومية، الدكتور ايلي حداد الى أن "وزارة الصحة تتّخذ الكثير من الإجراءات في الوقت الحالي. ولكن فيروس "كورونا" يحظى بصدى عالمي أكثر ممّا يستحقّه، انطلاقاً من أن نسبة حصول العدوى بسببه كبيرة نسبياً".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحالة المصابة الواحدة في لبنان، لا بدّ من أخذها في الاعتبار مثل الإصابات الكثيرة الموجودة في الصين، ولا سيّما أن عاداتنا الإجتماعية التي تقوم على كثرة المصافحة باليد، وتقبيل الآخر، هي كلّها من المسبّبات لانتقال العدوى بالفيروسات سريعاً جداً".

وشدّد على أن "الصدى الكبير الذي يُحيط بموضوع "كورونا"، لا يجب أن يصل الى هذا الحدّ. ولا ضرورة للتهافت على شراء الكمامات، ولا سيّما أن نسبة الحماية المتأتية منها، أو من بعضها، لا تكون دائماً بنسبة 100 في المئة.

"العطس"

وأوضح حداد:"تفشّي الفيروس في لبنان يُمكنه أن يطال البلد كلّه، بسبب مساحتنا الجغرافية الصغيرة، والعادات الإجتماعية الموجودة لدينا".

وأضاف:"الحدّ من الممارسات السلوكية القائمة على المصافحة، والتقبيل، يساهم في الوقاية من الفيروس، ولا سيما إذا تمّت تلك الأمور خلال وقت "العطس"، أو بعده، ودون أن تكون آثاره أُزيلَت بالماء والصابون".

ورداً على سؤال حول ضرورة تخصيص مستشفيات للمصابين بـ "كورونا"، في شكل منفصل عن باقي المرضى، أجاب:"لا يمكن فعل ذلك. ولكن يتوجب على الممرضين والأطباء وكل العاملين في المستشفيات أن يتّخذوا سُبُل الوقاية اللّازمة، ولا سيما عند توفُّر أي شكوك".

"سيدا"؟

وشرح حداد:"يوجد ثلاثة علاجات لـ "كورونا"، أحدها يُستخدم كدواء لمرض "السيدا"، بالإضافة الى أن واحداً منها وهو "كلوروكين"، يُظهر فاعلية في التعامل مع الفيروس، بحسب آخر المعطيات".

وتابع:"المشكلة المتعلّقة بـ "كلوروكين" هي أن لا دراسات حوله على نطاق واسع، ولا معلومات دقيقة عنه، بنسبة 100 في المئة".

وقال:"أدوية كثيرة بدأت تُفقَد من الأسواق حالياً، وحتى بعض المضادات الحيوية التي نحتاجها في عملنا. ولكن يُمكننا استبدال ما انقطع منها بآخر في بعض الحالات، إذا كان هذا الآخر متوفراً. أما الصعوبة المرتبطة بـ "كورونا" فيروس، فهي تتعلّق بأن لا دواء مؤكداً في التعاطي معه، وللشفاء منه، بنسبة كاملة".

وختم:"وزارة الصحة تتّخذ كل التدابير رغم الحالة الإقتصادية الصعبة. ولكن الوقاية الذاتية تبقى هي الأهمّ. فإذا شعر أي شخص بعوارض معيّنة، يجب عليه التوجّه مباشرة الى المستشفى لإجراء الفحوص اللّازمة، والإبتعاد عن الآخرين، منعاً للوصول الى مرحلة تفشّي الفيروس في لبنان، على نطاق واسع".