وضع كورونا سيء أكثر من أيّ وقت مضى ..الملقّحون ايضاً معرّضون للاصابة!

اكّد وزير الصحة الأسبق محمد جواد خليفة لـ"أساس" أنّ "الإصابات ترتفع ليس فقط في لبنان، بل في العالم، وبموجة كبيرة، خاصة في الدول التي سجّلت نسبة عالية من التلقيح مثل بريطانيا. الأرقام معرّضة للارتفاع بناء على تجارب الدول التي اختفى فيها الفيروس، ثمّ عاد بشكل جزئي، ثمّ فجأة بلغت الإصابات عشرات الآلاف. لكنّ المصابين في الوقت الحاضر ليست عاليةً نسبةُ مَن يحتاجون منهم إلى الاستشفاء أو يُتوفّون مثلما كانت الأمور مع بداية الجائحة، وهذا يعود إلى سببين:

1- اللقاح: عندما يُصاب المريض الذي تلقّى اللقاح تكون إصابته خفيفة.

2- تطوّر الفيروس: تبيّن أنّ المتحوِّلات سريعة الانتشار، كما يُقال، ولكنّها لا تسبّب نسبة وفيات عالية ولا الدخول إلى المستشفى، بحسب الدراسات".

ولفت خليفة إلى أنّ "رفع الحواجز بين الدول من شأنه أن يساعد ويسرّع في تفشّي الفيروس، وكذلك الاختلاط والازدحام في المطارات، بالإضافة إلى رفع كلّ الإجراءات التي كانت اتّخذتها الدولة سابقاً من حيث الإقفال الجزئي أو التامّ".

ووجّه خليفة نصيحة إلى كلّ مَن تلقّى اللقاح، ويعتقد أنّه بمأمن، قائلاً: "أنتم لستم بمأمن كما تعتقدون. صحيح أنّكم تلقّيتم اللقاح، ولكن في الحقيقة عليكم معرفة أنّ متلقّي اللقاح عند إصابته ينقل المرض، لذلك يجب الحذر"، مشيراً إلى أنّ "استهتار هؤلاء ينبع من اعتقادهم أنّهم كوّنوا مناعة كاملة لا تعرّضهم للخطر، وهذا أمر خاطئ، حيث تبيّن وجود قسم كبير من الإصابات المسجّلة حالياً ممّن تلقّوا اللقاح. لذلك علينا أن نتصرّف في هذه المرحلة وكأنّنا غير ملقّحين، فكلّنا عرضة للإصابة، وأن نعود لإجراءات الوقاية (الكمّامة، النظافة، الحذر...)".

لم يخفِ خليفة خوفه من الأيام والأسابيع القادمة، وبغصّة وحزن قال: "نحن فعلاً في وضع لا يقدّر أحد حتى الآن حجم السوء والمخاطر فيه. نحن في وضع سيّئ أكثر من أيّ وقت مضى. القطاع الصحي في لبنان في نزف مستمرّ، فمَن بقي من القطاع الطبّي ولم يهاجر قدّم أوراقه للسفر وينتظر الردّ. هناك مشاكل تتشارك فيها المستشفيات مع المواطنين كالكهرباء والمازوت، ولكنّ لها مشاكلها الخاصة كهجرة الأطباء والممرّضات والممرّضين والعاملين التقنيين الذين يشغّلون مكنات الأشعة والتصوير وغيرها. الطبيب لا يستطيع إكمال مهمته من دون هؤلاء".

وأضاف: "إذا استمرّت الأمور عدّة أسابيع أخرى على هذا الشكل فمن المؤكّد أن معظم المخزون من الأدوية الحسّاسة التي تُحدِث فرقاً بين الحياة والموت، سيصبح شحيحاً أو لن يكون متوافراً. ومن المؤكّد أيضاً أنّ قسماً كبيراً من الأطباء سيتوقّف عن العمل إذا وجد أنّه يضرّ مريضه. مثلاً أنا سأتوقّف عن إجراء أيّ جراحة إذا لم تكن موجودة كلّ أسباب نجاح الجراحة، ومن الأفضل مصارحة المريض بأنّني لن أُجري له الجراحة. وهناك العديد من الأطباء سيُضطرّون أيضاً إلى التوقّف عن العمل حتى لا يؤدّي عملهم إلى إحداث ضرر. عندما يأتي المريض إلى مستشفى عريقة، لن أقول أيّ مستشفى، ففي تاريخ الحرب الأهلية لم يحصل ذلك، نصف له الدواء ونعطيه "الروشته" ونقول له "روح دوّر على الدواء"، ونحن نعلم أنّه غير موجود. نعيش حالة من الإحباط الكبير وعذاب الضمير".

بعد هذه السطور التي تدبّ الرعب في القلوب ممّا ستحمله الأيام المقبلة، ختم خليفة كلامه محذّراً من خطورة غياب قسم كبير من المسؤولين عن إدارة البلد، وأنّهم "إذا كانوا يدركون حجم المأساة ولا يفعلون شيئاً فهنا الكارثة الكبرى. مشكلتنا اليوم هي في الغياب الكامل عن التعاطي مع الأزمة".