وعد وعهد... وعون

خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس جوزف عون الخميس الفائت لم يبارح فكر اللبنانيين الحقيقيين، لأنه جسّد آمالهم وتطلعاتهم الى وطن يستحق الشرفاء فيه، ويستحق التضحية من أجله، ويصلح لان يعيش فيه أبناؤنا بكرامة وأمان. خطاب يحاكي الضمير والاخلاق والوطنية، يؤمل منه ان ينقل البلد من الحضيض الى مرتبة أعلى ليكون وطناً لا مجرد فندق يتركه ابناؤه كلما أصابته الملمّات.

لكن الرئيس عون الذي عرف بصلابته والتزامه العسكري واندفاعه الوطني، سيخطو بين الألغام، وهي كثيرة، وشائكة، وفي مسيرته الكثير من المطبات أولها يبدأ اليوم مع استحقاق الاستشارات لتكليف من يكون الأفضل لتأليف الحكومة الجديدة، حكومة العهد الأولى التي تحدد المسار، وربما المصير. إذا لم تكن الحكومة، بعديدها، وليس فقط برئيسها، على مستوى التطلعات، فإن اللبنانيين، ومعهم الخارج، سينظرون بعين الريبة الى المستقبل القريب. 
هم يعلمون ان لدى الرئيس عون، النية والرغبة والارادة والمشروعية، لكنهم ايضا يخافون عليه من طبقة سياسية متجذرة في المحاصصة السيئة، وفي المصالح الضيّقة، والحسابات الوضيعة غالباً، ومن الفساد الذي يغذي المنظومة، والذي صار دستور حياة واستمرار، ولم ينكفىء رغم كل الذي اصاب البلد منذ اعوام والى اليوم. 

اللبنانيون مسؤولون كافراد، عن دعم مسيرة العهد، وعن تحويل خطاب القسم بياناً وزارياً، وان يدعموا بقواهم المجتمعية على تنوعها، تلك المسيرة، وان يعدوا بذلك، لا لإنجاح مسيرة الرئيس فقط، بل لضمان مستقبلهم. ان عون اللبنانيين يأتيهم من أنفسهم.