ولايتي يُنصّب نفسه متحدثاً باسم الشعب اللبناني.. "تصريحاتك مرفوضة"!

تصريحات مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، التي أكّد فيها أن “حزب الله” سيواصل مسيرته المقاومة بقوة وأن غالبية الشعب اللبناني تدعمه، تحمل في طياتها رسائل واضحة حول العلاقة المتشابكة بين “حزب الله” وطهران. وهي رسائل تُظهر أن “حزب الله” لم يعد يملك القرار، بل تحركه وتديره من طهران. في الوقت ذاته، فإن هذا التصريح يثير العديد من التساؤلات حول السيادة اللبنانية.

من المهم أن نتساءل: “من منح ولايتي الحق في التحدث باسم الشعب اللبناني؟ من قال له إن غالبية اللبنانيين تقف مع “حزب الله” ودعمه؟ هذا السؤال يطرح علامات استفهام حول حقيقة حجم التأثير الشعبي للحزب في لبنان، حيث أن التصريحات مثل تلك التي أدلى بها ولايتي تبدو وكأنها تمثل إرادة الشعب اللبناني بأسره. إلا أن الواقع اللبناني يشير إلى أن الشعب منقسم بشكل حاد حول مواقف “حزب الله” وسياسته، خاصة في ظل الأزمات الداخلية التي يعاني منها لبنان.

مصادر نيابية، ترى انه بالتأكيد، الكثير من اللبنانيين يرفضون بشدة التدخل الإيراني في شؤون لبنان الداخلية، ويعتبرون أن ذلك يهدد استقلالية القرار اللبناني. فالحزب الذي لطالما اعتُبر رمزًا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، أصبح في السنوات الأخيرة محل جدل واسع بسبب تحالفه الوثيق مع إيران. هذا التحالف، بحسب المصادر، جعل من “حزب الله” أداة خارجية تخدم المصالح الإيرانية، مما يهدد بإضعاف لبنان سياسياً واقتصاديًا.

وتتابع المصادر عبر “صوت بيروت إنترناشونال”، أن تصريحات ولايتي، تزيد المشاعر السلبية حيال “حزب الله”، حيث يُنظر إليه من قبل العديد من اللبنانيين كقوة غير شرعية تفرض سيطرتها على جزء كبير من الدولة اللبنانية، سواء على صعيد القرار السياسي أو العسكري. فالنقد الموجه للحزب ليس فقط بسبب ارتباطه بطهران، بل بسبب الأثر السلبي الذي تركه على الدولة اللبنانية، سواء على الصعيد الأمني أو على صعيد الاقتصاد والسياسة الداخلية.

أكثر من ذلك تقول المصادر، “ما طرحه ولايتي عن موقف غالبية الشعب اللبناني من “المقاومة” يعكس رؤية مفارقة للواقع. فالشعب اللبناني ليس موحدًا حول “حزب الله”، بل يوجد انقسام داخلي حاد. كثير من اللبنانيين يرون أن الحزب قد خرج عن المسار الوطني وفرض سلاحه على الدولة والمجتمع. وبالتالي، فإن ما ذكره ولايتي حول دعم الشعب اللبناني للمقاومة ليس إلا تكهنًا غير دقيق يُستخدم لتبرير استمرار الهيمنة الإيرانية عبر “حزب الله”.