المصدر: المدن
الاثنين 13 تشرين الأول 2025 16:25:15
في قراءة لما بعد اتفاق غزة، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريراً تساءلت فيه "هل عدنا إلى ما قبل 6 تشرين الأول؟ أم هل تعلّمنا الدرس الذي كُتب بدماء كثيرة؟". تحدث التقرير عن اليوم التالي مباشرة بعد السابع من تشرين الأول، عندما "انضم حزب الله إلى المعركة ضد إسرائيل، معلناً أن السبب هو دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته". وأكد التقرير "على ما يبدو، فإنّ التنظيم، الذي تفاجأ بنجاح النموذج الأولي الذي نفذته حماس، كان يعتقد أنه سيتمكن من الانضمام إلى الاحتفال بشروطه الخاصة؛ أن ينهك إسرائيل ويحافظ على قدراته الضخمة ليوم المعركة الذي سيختاره هو". وتابع التقرير: "لكن حسن نصرالله وقيادة التنظيم اللبناني لم يتصوروا أن هذا القرار سيُدخِل حزب الله في حرب استنزاف وتآكُل وحسم ستؤدي إلى توجيه ضربة قاسية إليه، وتدمير خطته المعدَّة لاحتلال الجليل، وتغيير قواعد اللعبة على الحدود الشمالية. وعلى الرغم من المخاوف الكبيرة من الثمن الباهظ الذي يمكن أن ندفعه في مقابل إنهاء الحرب، فإن علينا أن نوجّه أنظارنا نحو الشمال؛ فبعد وقف إطلاق النار مع حزب الله، الذي قوبل بانتقادات، أصرّت الحكومة والجيش على تنفيذ "وثيقة التفاهم الجانبي"، والتي تمنح الجيش حرّيّة تصرف تامة ضد أي نشاط من حزب الله يعيد تهديد سكان الجليل".
وتابع المقال: "لم تعد السياسة قص العشب ولا الاحتواء ولا محاولة منع التصعيد، فالواقع الجديد الذي نراه بوضوح وراء السياج هو فرْض واقع أمني حازم ويومي لا مساومة فيه. وتواجَه محاولات حزب الله لرفع رأسه، وإعادة بناء نقطة مراقبة، وتهريب أسلحة، أو حتى الاقتراب من البنية التحتية الإرهابية التي أعدّها وتم تدميرها، بردٍّ هجومي؛ إذ إن الجيش الإسرائيلي يقف على الخطوط الأمامية وما وراءها، وفي مواجهة السكان، ويبادر ويهاجم ويقتلع كل جذور الإرهاب. وهذا النموذج يثبت فاعليته، ويجب أن يكون الواقعَ الوحيد الذي نسعى له ونتبنّاه الآن أيضاً في الجنوب إزاء غزة".
إعلان الهزيمة
وأضاف المقال: "ووسط نشوة حذرة، يرتفع صوت خطِر لأولئك الذين يسارعون إلى إعلان الهزيمة. فهذه الأصوات، التي بعضها مدفوع بمواقف سياسية ساخرة، تتحدث عن صمود حماس وفَشَلِ أهداف الحرب، وهذا كلام كاذب، يكاد يكون كلاماً موالياً لحماس في روحه. ومَن يدعي أننا خسرنا، فهو يتغاضى عن الواقع الذي حدث في القطاع. الهدف الأول والأسمى: إعادة الرهائن، وقد تحقق، لكن يجب ألاّ نخدع أنفسنا مرة أُخرى. الهدف الثاني: توجيه ضربة قاضية إلى "حماس"، ولن يتحقق هذا الهدف أبداً إلاّ بالمثابرة والصمود الصلب لعقود قادمة.
إن النصر الكامل الذي سيسمح لسكان الجنوب بالعودة إلى منازلهم بأمان تام، وتربية أطفالهم بلا خوف، لن يتحقق عبر الاتفاقات أو بفضل أطراف خارجية، إنما فقط بوجود عسكري دائم مبادر وهجومي".
وتابع المقال: "على الرغم من الأهازيج والاستقبال الحافل الذي يُنتظر للرئيس الأميركي دونالد ترامب عند هبوطه في إسرائيل كعرّاب لهذا الاتفاق، فإن هذه الحرب لم تنتهِ بعد، والنصر الحقيقي الذي سيدوم للأجيال لا يُقاس فقط بما كان، بل أيضاً بما سيكون، والاختبار الكبير هو الذي يواجهه الآن الجيش الإسرائيلي وحكومة إسرائيل، وهو بسيط: هل عدنا إلى ما قبل 6 تشرين الأول/أكتوبر؟ أم هل تعلّمنا الدرس الذي كُتب بدماء كثيرة؟".
وبحسب يديعوت أحرونوت "فالجواب موجود في النموذج الشمالي؛ لقد انتهى عهد الجولات في غزة، وانتهى عهد الهدوء في مقابل الهدوء، والخوف من أيام قتال، والاختبار من الآن فصاعداً هو أن يقف الجيش الإسرائيلي على الخطوط الجديدة، في المنطقة العازلة، أمام سكان غلاف غزة، وأن يستمر في الأعمال الهجومية غير المتوقفة ضد كل محاولة لإعادة بناء "الإرهاب". كل مسلح يرفع رأسه، وكل محاولة لإقامة بنية تحتية، وكل نشاط شبه "إرهابي" يجب أن يقابَل بنار فورية.
إن النصر الكامل الذي سيسمح لسكان الجنوب بالعودة إلى منازلهم بأمان تام وتربية أطفالهم بلا خوف لن يتحقق عبر الاتفاقات أو بفضل أطراف خارجية، إنما فقط بوجود عسكري دائم ومبادر وهجومي، يوضح للعدو بأوضح صورة ممكنة: مَن يحاول تهديد منازلنا وعائلاتنا مرة أُخرى، لن يُردع فقط، بل أيضاً سيتم تدميره".