المصدر: لوريان لوجور
الثلاثاء 18 تشرين الثاني 2025 11:24:07
هزّت جريمة مروّعة ليلة 31 تشرين الأول بلدة حارة الناعمة الساحلية في قضاء الشوف، بعدما فُقد طفلان سوريان، علي (5 سنوات) وشقيقته خِتام (10 سنوات)، قبل أن يتبيّن أنهما كانا ضحية اعتداء عنيف أدى إلى مقتل ختام ونجاة شقيقها بأعجوبة. وقد سُلّم المشتبه به، وهو شاب في العشرينات من عمره ومن أبناء المنطقة، إلى القوى الأمنية بعد الاشتباه به داخل أحد المتاجر.
كان الطفلان يلعبان بالقرب من منزلهما عندما عرض عليهما المشتبه به اصطحابهما إلى متجر قريب. بعد ساعتين على اختفائهما، بدأ الأهالي البحث عنهما قبل أن يُعثر على علي مصابًا وفي حالة صدمة على طرف الطريق الساحلي. تولى أحد أبناء البلدة نقله إلى متجر قريب حيث التُقطت صور تظهر ارتباكه وخوفه الشديد عند رؤية الشاب المشتبه به مجددًا.
بعد التحقيقات الأولية، ووفق المعلومات الأمنية، اقتادت القوى الأمنية المشتبه به الذي نفى بدايةً أي علاقة بالقضية، قبل أن يتراجع لاحقًا ويقدّم اعترافات أولية بضلوعه في الاعتداء على الطفلين. وفي اليوم التالي، عُثر على جثة خِتام في منطقة ساحلية قريبة من مكان العثور على شقيقها.
البلدة تعيش منذ الحادثة حالة صدمة عميقة، فيما عبّر الأهالي عن قلقهم من غياب الرقابة على السكن والنزوح الداخلي بعد توقف المجلس البلدي منذ العام 2023. ويشير السكان إلى أنّ الفوضى الإدارية وغياب الرقابة على الإيجارات في المنطقة فتحا الباب أمام تنقلات سكانية غير منظمة، ما زاد من صعوبة التعرف على القاطنين الجدد.
السلطات القضائية بدورها باشرت الإجراءات القانونية، حيث أصدرت قاضية التحقيق الأولى في جبل لبنان، القاضية ندى الأسمر، مذكرة توقيف بحق المشتبه به، وأحالت الملف إلى النيابة العامة الاستئنافية تمهيدًا لإصدار القرار الاتهامي.
من جهته، يقول والد الضحيتين، محمد، الذي عاد إلى سوريا لدفن ابنته، إنّ العائلة جاءت إلى لبنان هربًا من الفقر بحثًا عن الأمان. واليوم، يعيش علي حالة خوف شديدة ويحتاج إلى متابعة نفسية بسبب ما تعرّض له. «تركنا بلدنا لنحمي أولادنا… لم نكن نتصور أن ينتظرهم هذا المصير»، يقول الأب بحرقة.
تسلّط هذه الجريمة الضوء مجددًا على هشاشة حماية الأطفال في المناطق المهمّشة، وعلى الحاجة الملحّة لتعزيز حضور الدولة وأجهزتها الاجتماعية والأمنية في المناطق كافة، وضمان بيئة آمنة لجميع القاطنين دون استثناء.
نسخة مختصرة عن تقرير لوريان لوجور.
ترجمه الذكاء الاصطناعي حاذفاً منه تفاصيل صادمة.