٢٠ إصابة وما فوق نقلوا من أحد مراكز دار العجزة الى مستشفيات طرابلس

دوّت عند الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم صافرات سيارات الإسعاف في منطقة أبي سمراء ليتبين فيما بعد أن فرق الإسعاف في جهاز الطوارئ والإغاثة عملت على نقل ما يقارب 20 إصابة في صفوف المسنين من أحد مراكز دار العجزة في المنطقة بعد إصابتهم بحالات إسهال وإستفراغ ليتم نقلهم الى مستشفى طرابلس الحكومي في منطقة القبة .

مصدر مطلع في المستشفى أفاد لصوت لبنان أن الفحص السريع لهذه الحالات أشار الى إصابتهم بوباء الكوليرا، لكن لا يمكن التأكيد على هذا الموضوع قبل إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة.

وكانت شبكات التواصل الاجتماعي تناقلت الخبر، مشيرة الى أن الإصابات التي تم نقلها على وجه السرعة من داخل دار العجزة إنما كانت بسبب التسمم، لكن حتى الساعة لم يتم التأكيد على صحة أي معلومة بإنتظار النتائج الصحيحة والتي ربما تعلن عنها إدارة المستشفى الحكومي يوم غد الإثنين.

وفي وقت لاحق،  أعلنت وزارة الصحة العامة، في بيان، أنه "فور ورود أنباء عن تسجيل بعض حالات الإسهال في المركز التابع لجمعية الخدمات الإجتماعية للمسنين في منطقة أبو سمرا في طرابلس شمال لبنان، توجه إلى المكان فريق من برنامج الترصد الوبائي وفريق صحي للتدخل الطارئ، بمواكبة كل من رئيس مصلحة الصحة في الشمال الدكتور سعد صابونة وطبيب قضاء طرابلس الدكتور ربيع أمون، وذلك بالتعاون مع الصليب الأحمر الذي أوفد فريقين.

وعلى الفور بدأ فريق الوزارة بإجراء الفحوصات السريعة اللازمة، حيث تبين وجود إصابات بالكوليرا، وبالتوازي قامت الفرق المعنية بتصنيف المرضى، وتم عزل من كانت لديه عوارض إسهال عن باقي المسنين. وقد تم نقل أربعة عشر شخصا إلى مستشفى طرابلس الحكومي كإجراء وقائي واستباقي، منعا لأي تدهور في وضعهم الصحي، علما أن حالة كل هؤلاء مستقرة.

أما الباقون الذي لم يظهروا أي عوارض إصابة، وعددهم يفوق مئتي وخمسين شخصا، فقد بدأت عملية تلقيحهم المستمرة حتى إنهاء المهمة.

كذلك قامت الوزارة بالتعاون مع الدكتور منذر حمزة المسؤول عن مختبر الجامعة اللبنانية في الشمال بأخذ عينات من المياه والطعام المستخدمين في المركز، وستعلن نتائج الفحوصات فور صدورها للتأكد من مصدر الإصابات بالكوليرا، كما تجدر الإشارة إلى أن فرق الوزارة والصليب الأحمر قامت فور وصولها باتخاذ كافة إجراءات التعقيم المطلوبة للحد من إنتشار العدوى.

في انتظار النتائج، يهم وزارة الصحة العامة التأكيد أن وباء الكوليرا لم ينته وقد يظهر في أي بؤرة وبائية، رغم أن الجهود التي اتخذتها الوزارة طيلة الشهرين الماضيين أدت إلى احتوائه إلى حد كبير. ولكن من الضروري الحذر وعدم إهمال الإجراءات الوقائية واستخدام المياه النظيفة والخضار المعقمة والإسراع في تلقي اللقاح، لا سيما في المناطق المستهدفة في المرحلتين الأولى والثانية.

كما تذكر الوزارة الجهات المعنية كافة بالعمل على إرساء حلول سريعة وناجعة لتأمين المياه النظيفة وتكرير مياه الصرف الصحي وضمان عدم اختلاط المياه الآسنة بالمياه المستخدمة، لأن مواجهة الكوليرا مسؤولية مشتركة وتتطلب معالجة الأسباب وليس فقط النتائج".