إنزال البترون تصعيد إسرائيلي يهدد أمن لبنان ويفتح جبهة جديدة للمواجهة

قال مصدر وزاري لـ «الأنباء» تعليقا على عملية الخطف الإسرائيلية لمواطن في البترون «هذه العملية تظهر بوضوح التوسع المستمر في دائرة المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، لتشمل مناطق لبنانية بعيدة عن الحدود الجنوبية. ويبرز هذا التحول مخاطر عدة، أهمها تعريض المناطق الساحلية للخطر، إذ تؤكد العملية أن ساحل لبنان قد يصبح منطقة غير آمنة ومعرضة لاستهدافات عسكرية نوعية، ما يهدد السكان والمرافق الحيوية، وزعزعة الاستقرار الوطني، كون هذه العملية تفتح الباب أمام احتمالات تصعيد أمني يهدد الاستقرار الداخلي، وتدفع بالعديد من اللبنانيين إلى الشعور بانعدام الأمان في جميع أرجاء البلاد. كذلك تؤثر العملية على القطاع البحري، لأن استهداف القباطنة والمرافئ قد يثني شركات الملاحة البحرية عن التواجد في لبنان، مما سيؤثر على قطاع النقل البحري والتجارة».

وأكد المصدر ان «هذا العدوان الإسرائيلي يمثل تصعيدا خطيرا بين حزب الله وإسرائيل، اذ يرسل الجيش الإسرائيلي رسالة مفادها بأنه قادر على تنفيذ عمليات داخل لبنان متى شاء، في استعراض للقوة يحاول الضغط على حزب الله. كما أن توسع رقعة العمليات العسكرية إلى مناطق مثل البترون، يضع حزب الله أمام تحديات جديدة في كيفية حماية الحاضنة الشعبية الشمالية، ويفتح احتمالات مواجهة عسكرية واسعة تشمل مختلف الأراضي اللبنانية، ما قد يؤدي إلى تصاعد التوتر إلى مستويات غير مسبوقة».

وأوضح المصدر انه: بالنظر إلى حساسية هذه العملية، تجد السلطات اللبنانية نفسها أمام خيارات محدودة تتجاوز تقديم شكوى تقليدية إلى مجلس الأمن. ومن بين الإجراءات التي يمكن للبنان الرسمي اتخاذها في تعزيز التنسيق الأمني، اذ يجب على الحكومة اللبنانية تعزيز التعاون بين مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية لمنع تكرار مثل هذه العمليات. كذلك دعم التواجد العسكري البحري من خلال تفعيل دور الجيش اللبناني على الساحل، لتعزيز القدرة على التصدي لمثل هذه العمليات، والتوجه نحو الدول الحليفة يمكن للبنان طلب دعم تقني ولوجستي من الدول الشقيقة والصديقة لتطوير منظومة الدفاع الساحلي. وقد يسهم ذلك في رصد وتحديد التهديدات البحرية المحتملة.

كذلك تبرز الدعوة إلى اعتماد ديبلوماسية قوية، اذ على لبنان أن يرفع هذا الاعتداء أمام المحافل الدولية، ولكن بأسلوب تصعيدي أكثر دقة لزيادة الضغط على إسرائيل ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى الخروقات الإسرائيلية الخطيرة المستمرة، والتي تهدد السلم والأمن الدوليين.

واعتبر المصدر «إن العملية الإسرائيلية في البترون ليست مجرد حادث عابر، بل تضع لبنان أمام تحد أمني استثنائي. ومما لا شك فيه، أن هذه الأحداث تتطلب خطوات فاعلة من الدولة اللبنانية لتحصين ساحلها واستقرارها الداخلي، عبر العمل ضمن استراتيجية متكاملة العناصر والابعاد، لوضع الحد للإيغال الإسرائيلي في استباحة السيادة اللبنانية والمستمر في المجازر وعمليات التدمير الواسعة».