الاستحقاق الرئاسي على رف الانتظار وترقّب لمرحلة ما بعد قمّة جدة

بقي الاستحقاق الرئاسي على رف الانتظار وترقب مرحلة ما بعد القمة العربية وما سيقوم به العرب تجاه لبنان.

ويبدو ان بعض القوى السياسية ما زالت تنتظر ما بعد القمة من إجراءات وخطوات عربية عملية تجاه لبنان، ومنها ترقب عودة حركة الوفود والسفراء العرب وبخاصة من السعودية ومصر وقطر، وربما دول اخرى تشارك في لجنة المتابعة التي شكلتها القمة لمعالجة الازمات العربية المستجدة، بحيث قد تكون للأزمة اللبنانية حصة في الحراك العربي المرتقب.

لكن الواقع يفيد ان ما صدر عن القمة حول لبنان يعيد رمي كرة الاستحقاق الرئاسي وتنفيذ الاصلاحات البنيوية المطلوبة الى الملعب اللبناني، تأكيداً لمقولة العرب الدائمة «ليساعد لبنان نفسه حتى نساعده»، ما يعني انه مطلوب من اللبنانيين ان يباشروا خطوات سريعة لمعالجة خلافاتهم والاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات تحمل برنامجاً اصلاحياً انقاذياً واضحاً، إذ انه من المستغرب وغير المنطقي ان يتّكل السياسيون اللبنانيون على الخارج لمعالجة قضية سيادية دستورية سياسية داخلية بإمتياز بينما هم يتفرجون على تنامي انهيار كل مقومات بلدهم.

ومع ذلك، تفيد المعطيات ان العين العربية ستبقى على لبنان لمتابعة ما سيقوم به المسؤولون والسياسيون، وثمة حديث عن ترقب عودة الحراك السعودي عبر السفير في بيروت وليد البخاري، والمصري عبر السفير ياسر علوي، والقطري سواء عبر السفير السهلاوي او موفد رسمي اميري. عدا ما يمكن ان تقوم به الامانة العامة لجامعة الدول العربية، بهدف معالجة ما يمكن من ثغرات وتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية للتوافق هي على انهاء لشغور الرئاسي، حتى تتمكن الدول العربية من مساعدة لبنان على الصمود اكثر امام الانهيار الكبير ومن ثم الخروج منه.

وفي الخلاصة سيمر لبنان بمرحلة ضبابية قد تطول او تقصر، حسب ما يمكن ان تقوم به القوى السياسية اللبنانية وما يمكن ان تقوم به الدول العربية والغربية المعنية بالوضع اللبناني. وهل يمكن ان تتقدم فرنسا بمقترح جديد؟ وهل تدفع اميركا نحو حلحلة ما؟ وهل تعزز السعودية مسعاها ام تكتفي بما نقله السفير بخاري خلال جولته على القوى السياسية؟