لا تزال مهمة الرئيس المكلف نواف سلام خاضعة لعملية شدّ حبال بينه وبين الكتل السياسية، وفي حين لم تقتصر المطالب على فريق واحد، برز أمس إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث صحفي تمسك "الثنائي" بالوزير السابق ياسين جابر لتولي حقيبة "المالية"، رغم الاعتراض الكبير الذي عبّر عنه بعض الأفرقاء على هذا المطلب.

في هذا الإطار، أكدت المحامية ريتا بولس، العضو في المكتب السياسي لحزب "الكتائب"، أن الإصرار على رفض تسليم حقيبة المالية لـ "الثنائي" ليس عنادًا أو مكابرة، بل لأننا عوّلنا على هذه الحكومة لتكون فعلًا إنقاذية وتنال ثقة المجتمع الدولي والمحلي.

وسألت: "ما النفع من التمسك بياسين جابر إذا كان توزيره سيسبب فقدان ثقة المجتمع الدولي والعربي، الذي وعد بتقديم الأموال المطلوبة لإعادة الإعمار والحماية الأمنية وغيرها؟".

وعلّقت بولس على تمسك "الثنائي" بحقيبة المالية، بالقول: "لا يمكنكم تسيير البلد متى شئتم، فنحن أيضًا أبناء لبنان، لكننا لا نتعامل بأسلوبكم نفسه على قاعدة 'إما أن نحصل على المالية أو لا بلد'".

وأوضحت أن "المطلوب من رئيس الحكومة أن يكون حازمًا وقويًا في موقفه، ونحن إلى جانبه، خصوصًا أن إلى جانبه رئيسًا للجمهورية يتمتع بشخصية قوية وحاصل على ثقة العالم".

وأضافت: "ليشكّل الحكومة وفق المعايير التي وضعها، ولتكن حكومة عمل بأسماء مميزة، من دون السماح لأحد بفرض أي 'فيتو' عليه. بل العكس، عليه هو أن يضع 'الفيتو'، ويطرح تشكيلته أمام رئيس الجمهورية ومجلس النواب، وليتحمّلوا عندها مسؤوليتهم لناحية إعطاء الثقة أو عدمها".

وأكدت أن "الكتائب لن تفرض على سلام أي أسماء، والتزمت بكل المعايير التي وضعها، واليوم عليه أن يقدّم تشكيلته بغضّ النظر عمن ستعجبه أو لا"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن لأحد أن يشكّك في مصداقية سلام ووطنيته، وقدرته على تشكيل حكومة، وامتلاكه لاستراتيجية واضحة".