المصدر: النهار
الأربعاء 23 آب 2023 07:31:16
ينظر لبنان الرسمي الى يوم غد، الخميس 24 آب الحالي، على انه "يوم تاريخي" ستنطلق فيه اعمال الحفر والتنقيب البحريين استكشافا لثروة لبنان من الغاز والنفط المحتملة المخزونة في البحر.
الانطلاقة العملية للتنقيب التي ستبدأ غدا في البلوك الرقم 9 على بعد نحو 120 كيلومترا من بيروت ستشكل "اختراقا" يتيما للمشهد المتعدد الازمات والمقفل على افق الحل السياسي ولكن بخلفية امال محفوفة بحذر شديد حيال محاذير تضخيم الامال في ملف بالغ الحيوية والاهمية لا يحتمل توظيفا سياسيا وطائفيا لا تكبيرا ولا تقليلا من طبيعته خصوصا على ايدي سلطة وطبقة سياسية محكومة "بإعدام الثقة" داخليا وخارجيا. ولذا، وفي انتظار الجولة الحاسمة الأولى من التنقيب بعد 67 يوما من انطلاقته لتبين حقيقة حجم كميات الغاز في البلوك المخزون سيكون كل ما يطلق توظيفا لهذا الحدث الذي طال انتظاره، وعلى غير السنة الخبراء الحقيقيين والمعنيين، بمثابة الهاء سياسي عابر لا يعتد بجديته او صدقيته.
مع ذلك كان ثمة ما يبرر الحفاوة الرسمية بالحدث الغازي من خلال ما بدا انه احتفال رمزي شكلي تتويجا للاستعدادات الجارية لانطلاق عمليات الحفر غدا عبر جولة "ميدانية" لرئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي على منصة الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك الرقم 9 في المياه الاقليمية اللبنانية لمواكبة انطلاق العمل اللوجستي. وشارك في الجولة وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، رئيس "هيئة ادارة قطاع البترول" وسام الذهبي ووفد من شركة "توتال" الفرنسية بعدما انتقل الوفد من مطار رفيق الحريري الدولي الى منصة الحفر في المياه اللبنانية الجنوبية على متن طوافة تابعة لشركة "توتال".
وبنبرة "وجدانية" تمنى الرئيس بري "في هذه العتمة ان يأتي يوم فرح عملت له سنوات طوال الى أن كان إتفاق الإطار الذي أعلنته من عين التينة بتاريخ الأول من تشرين الأول عام 2020 ." وتوجه "الى الباري عز وجل ألا تنقضي بضعة أشهر إلا ويمن على لبنان بدفق من كرمه، مما يشكل بداية لإزاحة الأزمة الإقتصادية التي يعيشها لبنان وشعبه وكذلك بتوافق اللبنانيين على انتخاب رئيس يقوم بدوره كبداية لحل سياسي نتخبط به". كما ان الرئيس ميقاتي "تطلع بأمل الى أن تحمل الأيام المقبلة بوادر خير تساعد لبنان على معالجة الأزمات الكثيرة التي يعانيها. إن ما تحقق حتى الآن إنجاز يسجل للوطن والشعب اللبناني الصابر على محنه، ونأمل أن يتعاون الجميع في المرحلة المقبلة للنهوض ببلدنا ووقف التدهور الذي نشهده على الصعد كافة".
وأعلنت شركة "توتال إنيرجيز" وشريكاها "إيني" و"قطر للطاقة" رسميا على الأثر "إطلاق أنشطة الاستكشاف في الرّقعة رقم 9 في لبنان " وأشارت إلى أن "منصّة الحفر تتمركز منذ 16 آب في الرّقعة رقم 9 على بعد حوالى 120 كم من بيروت. وخلال الزيارة تم عرض الاستعدادات اللازمة لحفر البئر الاستكشافيّة الذي من المقرر أن يبدأ خلال الأيام المقبلة".
واعلن الوزير فياض في مؤتمر صحافي ان عملية الحفر في البلوك رقم 9 ستبدأ في 24 من الشهر الحالي فيما التقى الرئيس ميقاتي، في حضور وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وفد شركة" توتال" للنفط بعد الظهر في السرايا وجدد التأكيد" ان بدء أعمال الحفر في الرابع والعشرين من الشهر الحالي يشكل محطة مضيئة نأمل ان تكون خواتيمها سعيدة في توفير موارد اضافية من شأنها مساعدة لبنان على النهوض من أزماته".واعتبر ان على الجميع التعالي عن الحسابات الشخصية والاعتبارات الخاصة والتعاطي مع المشروع بكونه يشكل انجازا لجميع اللبنانيين وركيزة اساسية للنهوض بالاقتصاد الوطني".
اما ما لا يمكن تجاهله في الضفة المعارضة لمشهد السلطة الحالية الأحادية الجانب التي تتولى هذا الملف الحيوي اسوة بسواه فكان نموذج بارز ما كتبه النائب السابق مصباح الأحدب عبر صفحته امس "مشهد الرؤساء والوزراء يتفقدون منصة النفط مخيف، والله يستر. ان المسؤول عن انهيار البلد وافلاسه لا يؤتمن على اخراج ثرواته النفطية وإنقاذه".