المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الاثنين 2 تشرين الأول 2023 12:53:44
لا ينفك أهل محور الممانعة يصوّبون على الولايات المتحدة مباشرة او عبر استهداف "أدواتها" في لبنان، متهمين إياهما بعرقلة اجراء الانتخابات الرئاسية وبالعمل لتأييد الشغور، سيما من خلال رفض الحوار.
امس، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن "هناك فيتو خارجيا على التوافق والتلاقي في لبنان، وهذا واضح تماماً في الموقف الأميركي، بحيث أنه ممنوع على اللبنانيين التلاقي والتوافق والجلوس سوياً، وعندما دعت السفارة السويسرية إلى لقاء يجمع الأطراف اللبنانية، اعترضت أميركا، وتم إلغاء اللقاء". وقال "إن جماعة التحدي والمواجهة بمشاريعهم الخاسرة والمغامرات غير المحسوبة وبإفشالهم المبادرات والتوافقات، صاروا عبئاً ثقيلاً على البلد، لأنهم هم سبب كل هذه الأزمات، ولا يريدون الحل"... مضيفا "يريدون الصدام والمواجهة الداخلية وجرّ البلد إلى الفتنة، ومشروعهم يتقاطع مع أهداف حرب تموز عام 2006، وليكن معلوماً، لن نقبل ولن يأتي يوم نقبل فيه أن يمرر أحد أي هدف إسرائيلي أسقطناه في وادي الحجير وسهل الخيام".
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن حزب الله، من خلال هذه المواقف، انما يتوخى توجيهَ رسالة الى الداخل والخارج فحواها: لن نناقش الملف الرئاسي ولن نقدّم تنازلات او نفاوض في هذه القضية، إلا مع "الاميركي".
فالضاحية تدرك جيدا ان احدا او اي شيء لا يعيق الانتخاب اليوم إلا تمسكه بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وبالحوار كمعبر الزامي للدعوة الى اي جلسة انتخاب، ولتأكيد ذلك، فلتتم الدعوة اليوم الى الانتخابات والى دورات متتالية، والكل سينزل الى ساحة النجمة والاستحقاق سيحصل وسننتهي من الفراغ.. لكن الحزب، وبإيعازٍ من ايران، لا يريد ان يسهّل الانتخاب وان يعطيه الى اللبنانيين والعالم بـ"بلاش"! كما انه ومعه طهران، غير مهتمين بمكافآت يمكن ان تُعطى اليهما مِن الاوروبيين او من الخليجيين، بل عينُهما على أثمان تدفعها واشنطن بما انها ستكون أكبر وأدسم.
حتى الساعة، تتابع المصادر، أميركا غير مهتمة بأي ملفات في بيروت، لكن الحزب يراهن على ان ذلك سيتبدّل قريبا، وربما متى دقت ساعة الترسيم البرّي مثلا. وعندها سيبحث مع واشنطن عن ثمن لتسهيل هذا الترسيم تماما كما فعل ابان الاتفاق الحدودي البحري.. وحتى ذلك الوقت، سيبقى الحزب مُمسكا بورقة الاستحقاق وبـ"رقاب" الانتخابات واللبنانيين بطبيعة الحال، وهو لن يحررهما الا متى قبض ثمنهم مِن الولايات المتحدة ومِنها فقط، تختم المصادر.